كتاب
التسويق السياحي والفندقي
إن السرعة التي يحصل بها التغيير جعلت إدارة شركات ومنظمات صناعة السياحة وصناعة الضيافة تجد نفسها مجبرة على حسن التعامل مع المستقبل وإلا كان الفشل نهايتها، فإذا كان الأمر اليوم فكيف سيكون غدا؟ إن ما تتصف به الطبيعة المتغيرة للمستقبل مع عدم اليقين واللاتاكد والشك جعلت إدارة شركات صناعة السياحة وصناعة الضيافة هي واحدة من ثلاثة أصناف: الإدارة التي تصنع المستقبل، والإدارة التي تجد نفسها مجبرة على التأقلم مع ما يحصل حولها من متغيرات، والإدارة التي لا تعلم ولا تدري بالذي يحصل حولها. إن حال شركات صناعة السياحة وصناعة الضيافة اليوم لم يحصل بصورة تلقائية وإنما جاء بفعل قوى إرادية تصنع التغيير وتوجه اليوم للمستقبل وهذا الفعل الواعي يجب أن يكون في الموضع الصحيح وإلا أصبح عبء على كاهل الشركات. وإن ذلك يؤكد على مفهومي الكفأة والفعالية فالأولى تعني المقدرة على الأداء بشكل صحيح والثانية تعني المقدرة على أداء ما هو صحيح. وان هذا يشير إلى أن التخطيط في الشركات ينصرف إلى تحديد الأهداف الصحيحة واختيار الوسائل المناسبة الصحيحة لتحقيقها. وعلينا أن نتأكد أن ما نؤديه هو ذلك الذي يجب أن نؤديه. فإذا كان المدير ضعيف فانه يعكف على حل مشاكل الأمس، وأما المدير القوي فهو الذي يحل مشاكل اليوم، ولكن المدير الأقوى هو من يركز على العمل لحل مشاكل الغد. ونحن لا نظن بوجود من يدعي الدراية بما سيحصل غدا ولكن بوسعنا التنبؤ للأمد القصير والقصير جدا بناء على معطيات وتخمينات لاتجاهات التغيير.
إن السياحة بشكلٍ عام هي شكل من أشكال قضاء وقت الفراغ بعيداً عن مكان الإقامة والعمل لفترة زمنية لا تقل عن / 24 /ساعة أو ليلة واحدة ولا تتجاوز سنة كاملة في المكان المقصود . وعلى نحو عام يمكن النظر إلى السياحة كنظام وصناعة راقية، مدخلاته هي البنى التحتية والبيئة المحيطة والعاملون على تقديم الخدمات، بالإضافة إلى أخلاقيات المهنة والقوانين والأنظمة والتشريعات، وهناك العمليات التي تتعلق بالتخطيط والتنظيم والرقابة والتي تتم من خلالها عملية التسويق السياحي ثم تأتي المخرجات التي تتمثل في تقديم أفضل الخدمات السياحية والتي تشبع حاجات السياح ورغباتهم بأفضل الطرق.
وقد ازدادت أهمية صناعة السياحة في العالم اليوم خاصة في العقدين الأخيرين، ولعلّ السبب الأكبر يعود إلى تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات، بالإضافة إلى ذلك الاهتمام الكبير الذي بدأت توليه الدول للقطاع السياحي وإدراك أهميته في تنشيط قطاعات الاقتصاد الوطني المختلفة لما له من تأثير مباشر أو غير مباشر في هذه القطاعات، فالسياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات ومصدراً للعملات الصعبة وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة، ومن منظور اجتماعي وحضاري، فإن السياحة هي حركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للإنسان، وعلى الصعيد البيئي تعتبر السياحة عاملا ً لا جاذباً للسياح وإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية المختلفة والتعرف على تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية، بالإضافة إلى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها.
تشكل السياحة القطاع الأول عالميا من حيث فرص العمل إذ توفر أكثر من 10% من الوظائف عبر العالم، فلو كانت السياحة دولة لكانت ثاني أغنى دولة في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، وذلك منطقي بسبب الزيادة الكبيرة في الإقبال على السياحة فبين العامين 2002 و 2007 ارتفع عدد السياح من 463 مليونا إلى 594 مليونا (وفقا لمنظمة السياحة العالمية) أي بارتفاع معدله 30 %).
إن الاهتمام بتحقيق هدف السائح يكفله النشاط السياحي الذي يشمل كافة أنواع الأنشطة والعمليات التي تعتبر من المهام الرئيسية للجهة المعنية بالقطاع السياحي في البلاد، وتقوم بتنفيذها u1575 الوحدات والمنظمات الاقتصادية ابتداء من وكالات السفر والسياحة وشركات الطيران والنقل والشركات السياحية والبنوك والفنادق والشقق المفروشة والمطاعم ومراكز التسوق والمنتزهات والمنتجعات وغيرها من الجهات التي سيتعامل معها السائح منذ بدء تفكيره في الرحلة أو الزيارة وحتى عودته منها، وبالتالي فإن المنظمات السياحية في إطار بحثها عن إشباع حاجات ورغبات السائح لابد أن تمارس التسويق السياحي، و هنا تبرز بشكل واضح أن للتسويق في صناعة السياحة أهمية مضاعفة تتمثل في جانبين أساسيين:
الأول: كون التسويق السياحي مفهوماً حديثاً نسبياً يستند إلى ثلاث ركائز:
- إنه موجه بالسائح: أي يجب أن يركز التسويق السياحي على توفير كل الخدمات التي تعمل على تحقيق أعلى درجات الإشباع لحاجات السائح ورغباته الحالية والمستقبلية والتي تختلف من فئة إلى أخرى ومن سائح إلى آخر فحاجات السياح الأردنيين ورغباتهم تختلف عن الألمانيين، والسائح الشاب يختلف في حاجاته ورغباته عن السائح المسن .....الخ وهنا يكمن دور التسويق في تحقيق ذلك.
- إنه يعتمد على إرضاء تشكيلة متنوعة ومتباينة من الحاجات والرغبات التي تختلف من حيث النوعية والسعر والموقع ووسائل الترويج وطريقة التعامل والتخاطب، فمثلا الاقتراب الزائد من السائح الخليجي أمر عادي أما من السائح الأوربي فهو أمر غير مرغوب فيه.
- إن التسويق السياحي كمفهوم حديث ومتجدد يعتمد على تكاثف جميع الجهود والطاقات ابتداء من جهود السفارة والملحق السياحي في الخارج، مروراً بموظف المطار والمعابر الأخرى والهجرة والجوازات وحامل الحقائب، وسائق التاكسي وصاحب المطعم والفندق والعاملين فيه والمرشد السياحي وصولا إلى كل مواطن في البلد.
أما الثاني: فيختص بطبيعة صناعة السياحة نفسها ويتميز هذا الجانب بإبراز المسؤوليات الاجتماعية والبيئية والثقافية والسلوكية للتسويق السياحي، وإذا لم تتوافر لدى كل من له علاقة بالسائح على نحو مباشر أو غير مباشر خلفية ثقافية وحس وطني ووعي جيد، لمفهوم ثقافة السياحة وثقافة الخدمة وأهمية السياحة وما هو مردودها بالنسبة للوطن والمواطن ودورها في رفع مستوى معيشة المواطن، فلا يمكن لنا أن نتطور سياحياً. إن التسويق السياحي في إطار بحثه عن إرضاء السائح لا بد وأن يأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بقضايا البيئة، وهنا تبرز المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية للوظيفة التسويقية التي ركزت عليها الفنادق في الفترة السنوات الأخيرة باعتبارها أحد أهم المرافق المكونة للقطاع السياحي.
ان هذا الكتاب المنهجي الحديث يستهدف الطلبة في المرحلة الجامعية، والدارسين لأسس التسويق السياحي في المعاهد والكليات والمراكز التدريبية، وكذلك الممارسين للإدارة السياحية والراغبين في معرفة أصول الإدارة السياحية وأساسياتها وعليه فقد جاء هذا الكتاب ليكون دليلاً عملياً للمبتدئين، وذخيرة وخبرة للراغبين في تطوير معارفهم وخبراتهم الإدارية. ويتميز هذا الكتاب بسلاسة العرض وسهولة العبارة وإتباع الأساليب العلمية في تدرج الموضوعات وترابطها. كما ضمن الكتاب أحدث النظريات في التسويق السياحي، وعرضها بطريقة سهلة بعيدة عن التطويل والإسهاب والتوسع والإطناب. وقد قام بمراجعة الكتاب نخبة من المتخصصين والتربويين والاقتصاديين أصحاب المعرفة والخبرة والتجربة والدراية زاد عددهم عن عشرة أشخاص، وتم تدريسه تجريبياً في المرحلة الجامعية للطلبة لمعرفة مناسبته لمستوياتهم الاستيعابية والإدراكية. فهو بلا شك مساهمة بارزة ومرجع أصيل في مجال العلوم الإدارية.
لقد جاء هذا الكتاب بفصوله كخارطة طريق للتسويق السياحي والفندقي، هادفاً إلى توضيح الدور الهام والحيوي وتسليط الضوء على المفاهيم الأساسية والأطر الفكرية والوظائف الرئيسية له في محاولة جادة لبناء هيكل متناسق متكامل يمكن الباحثين وأصحاب الاختصاص من الإلمام بمحتوى هذا الموضوع العلمي والفكري المعاصر لكونه المرتكز الأساسي لكفاءة وفعالية الأداء في شركات الأعمال كافة صغيرة أو كبيرة، وطنية أو عالمية، هادفة للربح أو غير هادفة له، وذلك تحقيقاً للنجاح والازدهار وضماناً للبقاء والاستمرار وبناءً للميزة التنافسية والسمعة والشهرة ووصولاً للقيادة والريادة في السوق. وتجسيداً لهذه الأهداف ولان هذا الكتاب لا يشكل وسيلة فحسب بل ابعد من ذلك بكثير جداً فهو منهج تطبيقي متكامل للتسويق السياحي والفندقي فقد جاءت هيكلية الكتاب مكونة من أحدى عشرة فصل:
- حيث تناول الفصل الأول التسويق – أسس ومفاهيم عامة.
- بينما حمل الفصل الثاني عنوان مدخل الى تسويق الخدمات.
- وناقش الفصل الثالث التسويق السياحي.
- بينما طرح الفصل الرابع استراتيجيات صناعة السياحة.
- والفصل الخامس جاء بعنوان السوق السياحي.
- والفصل السادس ناقش العرض والطلب في قطاع السياحة.
- وناقش الفصل السابع التسويق الفندقي – الأسس والمفاهيم.
- والفصل الثامن الموارد البشرية في قطاع السياحة.
- والفصل التاسع الاتجاهات الحديثة في صناعة السياحة.
- والفصل العاشر عناصر المزيج الترويجي السياحي.
- والفصل الحادي عشر والأخير حمل عنوان صناعة السياحة في الأردن، وانتهى بالملاحق والمراجع ومصادر المعلومات.
32886 | 658.8/434 | المكتبة الرئيسية | Available |
32887 | 658.8/434 | المكتبة الرئيسية | Available |
32888 | 658.8/434 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available