كتاب
كتاب جميلة بوحيرد
يأتي «كتاب جميلة بوحيرد»، لمؤلفه الباحث الجزائري شريبط أحمد شريبط، تخليداً لسيرة كفاح المناضلة العربية الجزائرية جميلة بوحيرد، ولتجليات بطولتها في الأدب العربي. ويتضمن الكتاب العديد من القصائد، والأعمال الأدبية التي أبدعت تخليداً لأسطورة النضال العربي الجزائري: جميلة بوحيرد. وصدرت للكتاب خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية.
تقول وزيرة الثقافة في تصديرها للكتاب؛ «بأي الكلمات يمكنني أن أقدم هذا السفر النفيس المكتنز بلآلئ الشعر المجنح الذي صاغ بإبداعية فائقة ملحمة العنفوان، والاستبسال، لامرأة بحجم وعظمة الفدائية جميلة بوحيرد التي دوى اسمها في الآفاق، وترددت بطولاتها على مسمع الكون، فنالت بحق شرف التمجيد، والتخليد». وتضيف: «وكأنها في رمزيتها الإنسانية الدالة قد جمعت في كينونتها كل الضمائر الحية..
فاحتشد المئات من الشعراء في الوطن العربي من أقصاه إلى أدناه يتغنون بشجاعة البطلة الأسطورية، وهي تتحدى الجلادين في لحظات تاريخية نادرة يصعب استعادتها، أو تكرارها لولا هذه النصوص السامقة التي رافقتها في محنة التوهج والشموخ، ولم يحدث في تاريخ العرب المعاصر أن حظيت امرأة، كما حظيت جميلة بكل هذا التمجيد القشيب المؤثث بروائع الإنشاد الشعري المتسامي..».
كما أشارت وزيرة الثقافة في تصديرها، إلى أن جميلة بوحيرد أصبحت من الأسماء الملهمة للشعراء في مختلف الأقطار العربية، وكأن هذه البطلة الجزائرية قد أعادت لهؤلاء الشعراء أحلامهم المغتالة من قبل المحتلين.
ويرى مؤلف الكتاب، الدكتور شريبط أحمد شريبط، أن الثورة الجزائرية (1954-1962م)، شغلت ثوار العالم، وأحراره، انشغالاً قلما بلغته ثورة في القرن العشرين، حتى كادت أسسها تكون قدوة للكثير من شعوب العالم في تحررها، وانفجار ثوراتها ضد أشكال القمع الاستعماري.. وكان للثورة الجزائرية أيضاً أثر عميق في مختلف الأشكال الأدبية والفنية، ومنها: المسرح، السينما، الغناء، الشعر، القصة، الرواية، المثل، الشعر الشعبي.
ويبين المؤلف أنه لا يوجد شاعر عربي، من المحيط إلى الخليج، عاصر انفجارات الثورة الجزائرية، ولم تهزه أحداثها، ويتفاعل معها، فيكتب فيها قصيدة أو أكثر، بل يوجد من الشعراء من كتب ديواناً كاملاً في الثورة الجزائرية، ويوجد من الشعراء العرب من علا صيته، وكاد اسمه يقترن بالثورة الجزائرية، ومنهم الشاعر السوري سليمان العيسى.
ويؤكد شريبط أن اسم جميلة بوحيرد نال حظاً وافراً من الشهرة والانتشار، وإن كانت هذه الشهرة تعود إلى الأعمال الفدائية التي قامت بها. وذكر أنه كان للحملة الإعلامية التي ظهرت إثر صدور حكم الإعدام على جميلة بوحيرد، أثر عميق في زيادة شهرتها، وزيادة الانبهار بها. ولذلك اتخذ اسمها أشكالاً متنوعة لأعمال التحرر والانعتاق ورمزاً للفداء والنضال ضد الاستعمار وطغيانه.
ويتطرق شريبط إلى الصعوبات التي اعترضت دروبه، وهو في سبيل النهوض بهذا العمل، وأبرزها تشتت المصادر وتنوعها، إضافة إلى قراءة عشرات الدواوين الشعرية والكتب والدوريات.
ويقسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام رئيسة، القسم الأول: الملحق الشعري، وفيه أكثر من خمسين قصيدة للعديد من الشعراء العرب، حول الموضوعة، من بينهم: الدكتور أحمد هيكل، الدكتور حسن البياتي، جميل صادق جبور، بدر شاكر السياب، الدكتور جواد البدوي، خضر عباس الصالحي، خليل الخوري، الدكتور سعد دعيبس، سعيد إبراهيم قاسم، سليمان العيسى، سليمان الرشدان، صلاح عبدالصبور، صلاح جاهين.
أما القسم الثاني من الكتاب فخُصص لإعادة نشر المسرحية الشعرية «مأساة جميلة»، للأديب المصري عبدالرحمن الشرقاوي.
أما القسم الثالث من الكتاب، ففيه مجموعة من المقالات المتميزة، والتي لها أهمية كبيرة، واستثنائية. كما نجد في هذا القسم حواراً يعده الباحث شريبط يضيء جوانب خفية من حياة جميلة بوحيرد، أجرته معها الباحثة صوفية الهمامي، ونشر في العدد 204 من مجلة «المرأة اليوم»، إضافة إلى الرسالة التي أُرسلت إلى الرئيس باراك أوباما من قبل اللجنة الشعبية الجزائرية، لنصرة فلسطين ودعم المقاومة، ووقعت من قبل جميلة بوحيرد، والأخضر بورقعة.
7630 | 965,04092/662 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available