كتاب
كتاب بغداد
أهمية كتابه والاهتمام به
لم يسبق ابن طيفور بوضع كتاب خاص في تاريخ بغداد إلا أبو القاسم محمد بن حبيب (ت245هـ)، الذي وضع (تاريخ بغداد)، وبما أن هذا الكتاب لم يصلنا، فإن كتاب ابن طيفور يعد أقدم ما لدينا من تواريخ بغداد، وهذا يعطيه أهمية خاصة وكبيرة. فهو مصدر أولي لطائفة من كبار المؤرخين والأدباء الذين تناولوا بعده جوانب من تاريخ بغداد، فاعتمدوا عليه ونقلوا عنه. وكان قد حفظ عددا من نصوص الوثائق المهمة. ومما يؤكد أهمية الكتاب حفظه لقسم من كتاب عبد العزيز الكناني (الحيدة والاعتذار) النادر، والذي يعد أبرز كتب المناظرات في العصر العباسي. وحفظه بعض الألفاظ العامية التي تغلغلت في كلام أهل بغداد مثل كلمة (يابا) التي ما يزال البغاددة يستعملونها إلى الآن، كما حفظ عدداً من أبيات الشعر، لم يوردها غيره، ولا نجدها إلا عنده.
إن منهج ابن طيفور في سرد التاريخ والأخبار، إضافة إلى قيمة المادة التاريخية التي قدمها كماً ونوعاً، وهي مادة سياسية وعسكرية وإدارية واجتماعية واقتصادية وثقافية وعمرانية وغير ذلك، جعلت المؤرخين يحفلون بكتابه، ويثنون عليه.
وقد شهد بأهمية كتابه، ابن حزم الذي فضله على كثير من المؤلفات قائلاً: «وما أعلم في أخبار بغداد تأليفاً غير كتاب أحمد بن أبي طاهر، وأما سائر التواريخ التي ألفها أهلها فلم يخصوا بلدتهم بها دون سائر البلاد». كما أشاد به الوزير جمال الدين علي بن يوسف القفطي الذي قال عنه، وعن كتاب ابنه: «إذا أردت التاريخ متصلاً جميلاً، فعليك بكتاب الطبري، ومتى شئت أن تقرن به كتاب أحمد بن أبي طاهر وولده عبيد الله، فنعماً تفعل، لأنهما بالغا في ذكر الدولة العباسية، وأتيا من شرح الأحوال بما لم يأت به الطبري بمفرده».
وقد أدرك أهمية (كتاب بغداد) المستشرق سيلي؛ فترجمه إلى الإنجليزية، ونشره في نيويورك سنة 1920م ضمن مطبوعات جامعة كولومبيا. كما حاز الكتاب على ثناء عدد من كبار المستشرقين المختصين بالتاريخ الإسلامي مثل: هنس كلر، وكراتشكوفسكي، وهاملتون جب، وبروكلمان، وليسنر، الذين أشادوا بأوليته ورصانته في نقل الأخبار.
الدكتور إحسان الثامري نشر هذا الكتاب عن نسخة مخطوطة فريدة هي الوحيدة في العالم، وكتب دراسة مطولة ضافية عن المؤلف ومنهجه التاريخي والكتاب وأهميته وقيمته.
كما جمع الدكتور الثامري كثيراً من النصوص التي كانت ضائعة من الكتاب، جمعها من المصادر الأولية المخطوطة والمطبوعة، وجعلها ملحقاً ذيّل به الكتاب. وزوّد الكتاب بمجموعة من الفهارس الفنية الغنية التي تفيد الباحثين والدارسين.
وقد رأى الدكتور إحسان الثامري أن الكتابة التاريخية للبلد، اما بذكر الفتح الاسلامي لها، وأسماء الصحابة والتابعين الذين لحقوا بها. أو برسم البلد من ناحية مخططاتها ومبانيها وأحوالها وفضائلها وأعمالها السياسية والادارية. وهو ما اتبعه ابن طيفور في كتابته عن بغداد.
كتاب بغداد لابن طيفور الذي قام الدكتور إحسان ذنون الثامري بتحقيقه، أدخلنا في عوالم المنصور والأمين والمأمون، وأخبار طاهر بن الحسين، وأخبار ابن عائشة ومقتله في عهد المأمون. وزواج المأمون ابنة الحسن بن سهل، ورحلة المأمون الى الشام.
5550 | 953,092/257 | المكتبة الرئيسية | Available |
5549 | 953,092/257 | المكتبة الرئيسية | Available |
5547 | 953,092/257 | المكتبة الرئيسية | Available |
5548 | 953,092/257 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available