كتاب
إمام الجزائر عبد الحميد بن باديس
صدر مؤخراً عن دار الأمة للنشر في إطار فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية كتاب يحمل اسم "إمام الجزائر"، يذكِر وفقاً لجريدة "الخبر" الجزائرية بمواقف الإمام عبد الحميد بن باديس من قضايا أمته، وفي مقدمتها موقفه من الحرية واستقلال الجزائر ومسألة اللغة والدين، وينقل صاحبا الكتاب عبد القادر فوضيل ومحمد الصالح رمضان الكثير من النصوص والوثائق قصد توضيح مسيرة حياة هذا المناضل الجزائري.
الحديث عن مكانة ابن باديس في مجتمعه تبدأ من استعراض حالة المجتمع الجزائري تحت الاحتلال وأساليب محاربة الشخصية الجزائرية بدءا بالدين الإسلامي واللغة، ومنه حرمان الشعب من التعليم• وقد جاء الشيخ عبد الحميد بن باديس وأقرانه من المشايخ والعلماء لوضع حد للطرقيين الذين انخدعوا في حسهم الوطني، إذ اخترق رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر الحواجز التي كانت تحول دون وصوله وزملاءه إلى روافد الفكر العربي الإسلامي، وهنا لعبت رحلات الحج دورا كبيرا وشكلت فرصة لزيارة البلدان العربية وروادها. وهو ما مكن الجزائريين من الدراسة في الحجاز أو مصر أو تونس أو سوريا.
وقد منح الكاتبان عبد القادر فضيل ومحمد الصالح رمضان حسبما ذكرت جريدة "الخبر" مساحة معتبرة كتبوا فيها عن الظروف التاريخية والفكرية التي سبقت ميلاد الحركة الإصلاحية في الجزائر ونقرأ: إن الحركة الوطنية الإصلاحية سواء في شكلها السياسي أو الديني أو الثقافي تعد امتدادا للمقاومة الشعبية المسلحة التي خمدت بعد حرب 1870 ليصل صاحبا الكتاب إلى تفكيك مسيرة عبد الحميد بن باديس الفكرية والنضالية والثقافية، مثل إنشاء أول مدرسة عربية في 1926 التي سيرها المبارك الميلي، فكانت قبلة للطلاب الصغار والكبار معا، كذلك اشتغاله بالصحافة واتخاذه الإعلام منبرا حرا للأفكار الإصلاحية على غرار صحيفة (المنتقد) التي عرفت بشدة لهجتها في الانتقاد، ونظرا لبروز نجم العلامة ابن باديس، فإنه أثار انزعاج أطراف كثيرة قررت اغتياله بعد أن تحولت المنابر الإعلامية التي أسسها مساحات لدحض الخرافات والأباطيل، وهو ما لم يعجب العلويين الذي رأى فيهم ابن باديس نموذجا سيئا للمسلمين في الجزائر وخارجها.
11253 | 922/114 | المكتبة الرئيسية | Available |
11323 | 922/114 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available