كتاب
النظرية العامة للأحلاف العسكرية
إن القانون الدولى هو قانون العلاقات الدولية ، وهذه العلاقات تقوم منذ القدم بين الدول صاحبة النفوذ فيها ، وعلى توازن القوى بينها ، ولما كانت التكتلات العسكرية من مستلزمات وعناصر نظام توازن القوى ، فهى تعد من سمات العلاقات الدولية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، إذن فالقانون الدولى كان لابد وأن يهتم بدراسة وتحليل التكتلات العسكرية . ذلك أن الأحلاف العسكرية تعد مظهراً لتنظيم التعاون الثنائى أو الجماعى فى الشئون الحربية ، وهى ظاهرة ترجع إلى عصور قديمة من التاريخ، وقد شهد العالم على مر العصور وكر الدهور صوراً مختلفة من هذه الأحلاف والمواثيق العسكرية .
أن التكتلات العسكرية التى كانت الوجه التقليدي للعلاقات الدولية فى عصر ما قبل التنظيم الدولى قد احتفظت بكل مقوماتها فى العصر الحاضر الذى يعتبر بحق عصر التنظيم الدولى مما كان يترتب عليه اختفاء التكتلات العسكرية كلية ، بل على العكس هو الذى حدث ، حتى أن فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أطلق عليها فترة جنون الأحلاف Pactamonia .
فى حينما الحرب الباردة وظهرت على الصعيج العالمى محاولة الولايات المتحدة الأمريكية بسط سيطرتها وهيمنتها على النظام الدولى بزعم أنها القوة العظمى الوحدية فى العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتى واتخذت شمال الأطلنطى وسيلة لتنفيذ ما ترنو إليه وترجو ، مما جعل الكثير يتساءل عن مدى شرعية الأحلاف العسكرية فى القانون الدولى حتى أن البعض نعى الدولى القانون الدولى والشرعية الدولية وقال آخر بوفاة الأمم المتحدة وبداية نظام القطب الواحد و الأوحد ، ولهذا جاء هذا الكتاب لعله يكون إجابة صحيحة وشافية للعديد من التساؤلات التى دارت على الصعيدين الإقليمى والعالمى ، حيث قد تم تقسيم الكتاب وفقا لثلاثة أبواب يتناول الباب الأول منها التطور التاريحى للاحلاف العسكرية ، فى حين أن الثانى يناقش الأحلاف العسكرية فى القانون الدولى المعاصر ، أما الباب الثالث منه فيتناول حلف شمال الإطلنطى .
12134 | 909,81/16 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available