كتاب
الإشتغال العاملي دراسة سيميائية
يبدو جليا أن هناك علاقة انفصالية بين الذات والموضوع، بين مسعودة والمدينة، ولتحقيق هذه الرغبة يستلزم خلق علاقة انفصالية أخرى بين الذات والدشرة، وتوفير كفاءة مزدوجة لتحقيق رغبتين متقابلتين: الانفصال عن الدشرة التي تحتل خانة الإيعاز والاتصال بالمدينة - الحلم والقيمة.
أما الدشرة، كما ورد في الرواية،فهي مجموعة من القيم التي تشبه بوعلام باشاغا، الشخصية المرجعية التي وظفتها البطلة للبحث عن دلالة ملائمة لأناس "برؤوس تنتمي إلى قرون أخرى"(1).
إن هذا المكان المغلق، من منظور مسعودة، هو الذي دفعها إلى السعي لتحقيق رغبتها، ومن ثم الاقتران بقدور، كما يبين الملفوظ التالي:
"أيامي ... يالأياميᴉ طفلة، زوج أمي أرغم" قدورا على خطبتي، وأرغم أمي على الموافقة، أنا فرحت، حلمي كان اسمه حينئذ: المدينةᴉ "(2).
ويتدعم هذا الموضوع تدريجيا عن طريق المعاودة، والتكرار اللفظي والمقطعي، ويحدث أن تتجاوز الدلالات برغم التباينات اللفظية والأسلوبية. لكن الموضوع يظل ثابتا، كما يبيّن السرد من الدرجة الأولى:
" وهي لا ترغب في الرجوع إلى الدشرة، ولا تريد استئناف الحياة فيها. انتهى كل ذلك الآن، وقد تزوجت بهذا الرجل الذي يعمل بالمدينة. إنها لم تتزوج الرجل، تزوجت المدينةᴉ(3).
لا يمكن اعتبار شخصية قدور سوى أحد عناصر الكفاءة بالنسبة لمسعودة، أي معرفة الفعل، وهو يدخل في إطار برامجها الاستعمالية d’usage Programme narratif)) التي تمهد لاتصالها بالموضوع المركزي.
لقد ركز الكاتب على هذا العنصر لإبراز العلاقة الحقيقية بين الشخصيتين في ظل غياب المساند القاعدية. إنها علاقة في درجة الصفر، كما يبين السرد المكرر. وبهذه الطريقة يتضح الموضوع القيمي.
" هي رضيت بالزواج من أجل المدينة. "تزوجت المدينة"
19423 | 813,001/ 1778 | المكتبة الرئيسية | Available |
19711 | 813,001/ 1778 | المكتبة الرئيسية | Available |
19421 | 813,001/ 1778 | المكتبة الرئيسية | Available |
19422 | 813,001/ 1778 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available