كتاب
أرخبيل الذباب
"أرخبيل الذباب" للجزائري بشير مفتي .
قد تكون رواية "أرخبيل الذباب" للروائي بشير مفتي، الصادرة عن منشورات البرزخ الجزائر، أحد النصوص المؤشرة على تحول لافت في كتابة الرواية الجزائرية باللغة العربية. ويرجع تمايزها بالأخص، الى تشكيل النص وعناصر بنائه، والى تركيب الجملة المتحرر من بلاغة الرائدين: عبدالحميد هدوقة والطاهر وطّار. ذلك أن بشير مفتي ينتمي الى جيل "حصَدَ" عواقب الثورة المغدورة والمتمثلة في اندلاع العنف وصعود الأصولية ووصاية العسكر... وهو جيل ينتمي أكثر الى عالم مطبوع بالهيمنة التقانية والعولمة والمُتْعوية وتبدل القيم الموروثة. لكن جزءاً من ذاكرته يحمل إشراقات وعقابيل من الماضي الجزائري القريب، ويعيش موزَّعاً بين محنة الأفق المعتم، المسدود، ونزوع الذات الى التحقق العاطفي والجنسي.
تتمايز "أرخبيل الذباب" عن روايات جزائرية سابقة انطلاقاً من البناء والتشكيل: بعد مونولوج قصير، تطالعنا ست وعشرون فقرة تتخللها يوميات، ثم فصل بعنوان "كوابيس" لا يتعدى خمس صفحات، وفصل طويل بعنوان "محمود البراني". ونفهم من المونولوج أن س، الكاتب المفترض، قد أنجز مخطوطة "أرخبيل الذباب" وأرسلها الى وكالات الأنباء مع خبر يُعلن انتحار س! كأن الرواية صادرة من وراء القدر، ولم يزد مفتي على أن وضع اسمه على الغلاف لينقل الينا ما وصله بالبريد. وهذا التباعد الفني يندرج ضمن عناصر التشكيل التي تضفي على الأحداث الساخنة طابع التخييل المتيح لتعدد منظور السرد وأصوات المتكلمين. ونكاد لا نعرف إن كان الفصل الذي يتحدث فيه محمود البراني بلسانه هو ضمن المخطوطة أم ملحق بها. وفي أكثر من موضع يشير س الى الالتباس الذي يحفّ بالنص المسرود وبأجوائه: "لم تكن الحرب واضحة، لم تكن أبداً واضحة وحبنا أيضاً، وهذه القصة كذلك" ص 121.
19317 | 813,03/ 1767 | المكتبة الرئيسية | Available |
19316 | 813,03/ 1767 | المكتبة الرئيسية | Available |
19315 | 813,03/ 1767 | المكتبة الرئيسية | Available |
019314 | 813,03/ 1767 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available