كتاب
الفكر والحياة في الفلسفة العلوم الانسانية
أفضل المقاربات وأدقها التي بها يمكن للفكر البشري الإحاطة بحقيقة الواقع الاجتماعي، بما هو واقع أولا وبما هو إنساني ثانيا. فالإشكالية إبستمولوجية في أصلها. وهي واحدة. لكنها مزدوجة. لأنها تنطلق من الواقع بما هو مجموعة الوقائع والظواهر المعطاة أمام الذهن البشري والتي تمثل في مجموعها الطبيعة، وتطرح مسألة المعرفة العلمية عامة وأسسها وأصولها وغاياتها والمناهج المتوخاة في تحصيلها وبنائها. لكي تؤول آخر الأمر إلى البحث في الطبيعة المعرفية لما سمي بالعلوم الإنسانية باعتبارها تمثل جنسا معرفيا خاصا تقوم خصوصيته على خصوصية موضوعه بما هو جزء من الطبيعة يتميز عن سائر الأجزاء الأخرى ويتعالى عليها.
والحقيقة أن هذه الخصوصية التي يطالب بها الإنسان لنفسه والتي يروم على أساسها إقامة خصوصية العلوم الإنسانية هي التي تطرح الإشكال الأكبر. إذ هي كانت دوما موضع جدل عميق بين الفلسفة والعلم أولا وبالأساس. وبين العلوم والمعارف على اختلاف أصنافها ثانيا. بين علوم الطبيعة وعلوم الإنسان من ناحية وبين العلوم الإنسانية ذاتها على اختلاف فروعها و«تشيّعاتها» الفلسفية والإبستمولوجية، من ناحية أخرى.
179 | 100,8/201 | المكتبة الرئيسية | Available |
177 | 100,8/201 | المكتبة الرئيسية | Available |
180 | 100,8/201 | المكتبة الرئيسية | Available |
178 | 100,8/201 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available