كتاب
التحليل البنيوي للرواية العربية
التحليل البنيوي للرواية
ـ المنهج البنيوي في النقد الأدبي:
ظهرت البنيوية، أول الأمر، كمنهج علمي تحليلي في حقل الألسنية، أتاحت للغة فرصة الدخول إلى الميدان العلمي التجريبي، قبل أن تصبح منهجاً عاماً تستخدمه العلوم الإنسانية، ومنها النقد الأدبي.
والتحليل البنيوي للأدب يعتبر النص (بنية ذات دلالة)، فيحصر موضوع دراسته في تحليل النص وحده، مستبعداً عنصرين أسهما كثيراً في الابتعاد عن (أدبية) الأدب، هما: المبدع، والظرف الاجتماعي. وهذا يعني أن البنيوية تقوم على مبدأ (المثولية) الذي يقتصر على دراسة النص، بمعزل عن أية مؤثرات كانت تستهلك الأبحاث النقدية والتقليدية، من مثل الأبحاث السوسيولوجية، والسيكولوجية، والبيوغرافية، والتاريخية... الخ. كما أنه لا يُعنى بأغراض الكاتب أو قصده، ونجاحه أو إخفاقه في توصيل (رسالته)، وإنما يهتم بالأثر الأدبي كنص قائم بذاته، فيركز على(النص) وحده، دون أية افتراضات سابقة، ويبحث في مستوياته، وعلاقاته، ونظامه، وأنساقه، وبنيته، ولغته، ومن هنا ابتعاد النقد البنيوي، عن أحكام القيمة على العمل الأدبي، واكتفاؤه بالوصف. وبعد وصف (البنية السطحية) للعمل الأدبي، يبحث النقد البنيوي عن (البنية العميقة =الخفية) للعمل الأدبي، وهي مجموعة (العلاقات) التي تجعل من العمل الأدبي عملاً أدبياً، أي (أدبية) الأدب، دون المضي في شرح هذه العلاقات، أو تفسير النص في ضوء واقعه الاجتماعي أو النفسي، ذلك أن الأدب، عند البنيويين، مستقل عن ظروفه الاجتماعية، والنفسية، ولا علاقة له بالحياة أو بالمجتمع، لأنه (بنية) لغوية مستقلة. أو (نظام) من الدلالات والرموز التي تعيش داخل النص وحده.
1133 | 813,09/1385 | المكتبة الرئيسية | Available |
1134 | 813,09/1385 | المكتبة الرئيسية | Available |
1135 | 813,09/1385 | المكتبة الرئيسية | Available |
1136 | 813,09/1385 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available