كتاب
غدا يوم جديد
"ماذا تريد أن أقول لك؟ إن ما سمعته محزن! لكن تدور كاشتراكية الجزائر في أيام بومدني: أحلام كبيرة وعمل قليل! غيرته أو صلته وأوصلت حياتنا الصغيرة إلى جحيم كبير كان عنده كل شيء "لا يجوز"، كما يقولون الآن. ما زلت أخاف منه إلى الآن لو جاء وقال لي: قومي، لنغادر هذه الدار وهذه المدينة الآن لفعلت! عندما زار الجزائر أولئك الذين جاءوا من كاليدوفيار من المنفيين القدماء أو أبنائهم امتلكني الذعر. خشيت أن يكون قدّور من بينهم، أو يكون أحد أبنائه الذين أعرفهم! أحياناً أسبح مع خيالي وأقول: قدّور ما زال حياً. سوف يعود فجأة من حيث لا ينتظره أحد، كالمهدي المنتظر! لا شك أنه تزوّج وولد له أولاد آخرون ما زالوا إلى الآن تحت الاستعمار! أليس ذلك متخلفاً؟ إذا كان على قيد الحياة يكون الآن شيخاّ في التسعينات. لا أعرف كم كان عمره عندما تزوّج بي. كنت صغيرة كان الرجال كلهم لا يحلقون شواربهم، ولا سيّما في البوادي والأرياف كانت أعمار الناس بعد الخامسة والعشرين متساوية الحرمان والملابس الرثة... إن المحجر الذي تحدثت عنه "كفر" عن كثير من سيئات قدّور في نفسي. كم كان قدوري رائعاً!
غداً يوم جديد هي رواية.. هي قراءة في نضالات الجزائر يستحضرها عبد الحميد بن هدوقة من خلال بطلة حكايته الراوية. مستمع والراوية تسترسل في تذكراتها التي تجتاز عتبه الزمان في محاولة لاسترجاع أحداث أليمة مرّت على الجزائر، وكان الرامية هي الجزائر تتذكر أبطال وتتذكر من خانوها وتتذكر كل شيء. ويبقى هناك شخصية يرسمها الروائي تربو إلى الحاضر، وتربو بأمل إلى جزائر مشرق في يوم جديد.
11690 | 813,03/1251 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available