كتاب
عيد متنقل
"إذا كان قد أسعفك الحظ بأن تعيش في سبابك في باريس فهي إذن ستظل معك للبقية الباقية من حياتك أينما ذهبت ذلك أن باريس هي عيد متنقل". لعل همنغواي الشخص معروف لدى القارئ أكثر من همنغواي الأسلوب. بل لعل رواياته الشهيرة معروفة أيضاً بوقائعها. سواء بنصها الأصلي أو المترجم، أكثر مما هي معروفة بأسلوبها الذي كتبت به. وهذا الكتاب نموذج جيد لأسلوب الكاتب المتسم بالتكتيف المقتصر، وبالتلميح الشفاف، وبالبساطة اللفظية، وبالتهكم الناعم الخافت، وبالكلمة الصادقة التي هي غير الادعاء، وفيه أيضاً طريقة همنغواي في استعمال الحوار الذي يبرز الفكرة سراعاً فيغني عن السرد.
وفي ذكريات همنغواي عن بواكير حياته ككاتب بضع جمل متناثرة في الكتاب بوسع القارئ أن يجردها فيخرج بصورة واضحة عن نشوء أسلوب هذا الروائي وتطوره ومميزاته ومؤثراته أيضاً. إن في كل فصل من هذه الذكريات حكاية محبوكة كتبت بتقنية فذة يتقنها هذا الكاتب حتى كأن الفصل من الذكريات هو قصة قصيرة واقعية رفيعة المستوى في أدائها الفني، وقد تختلف في الذهن من قراءة هذه المذكرات صورة أدق للرجل ولأسلوبه معاً. مع صور كثيرة أخرى لعدد من كبار الشعراء والكتاب... بدأ أرنست كتابة هذا الكتاب "عيد متنقل" في كوبا في صيف 1958 وواصل العمل به في بلدة كجم Ketchum بولاية آيداهو في شتاء 1958-1959. واصطحبه بعد إلى إسبانيا حينما ذهب إلى هناك في نيسان 1959، أعاده معه إلى كوبا ثم إلى كجم في أواخر ذلك الخريف. وأنجزه في ربيع 1960 في كوبا.
11490 | 813,03/1249 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available