كتاب
سفينة وأميرة الظلال
وأسلوب القص في الروايتين يتسم بالبساطة الشديدة التي تجمع بين خصائص السرد في كليلة ودمنة و ألف ليلة وليلة والأساطير الشعبية. وهذه البساطة هي التي تغري القارئ العجول إلي تصنيف الروايتين تحت باب أدب الطفل. ولكن التمعن في أسلوب الروائية, سرعان ما يؤكد أن البساطة الظاهرة مخادعة. وهكذا في الوقت الذي لايضير أيا من الروايتين أن نتعامل معها كأدب طفل, إلا أن النظرة المتأنية تؤكد أن لهما قيمة أدبية أسمي تتمثل في البحث عن أدوات قص جديدة بعد أن استنفذ فن الرواية العالمية لأكثر من ثلاثمائة عام فنون السرد المختلفة من واقعية ورومانسية وطبيعية وفانتازيا ومجري الشعور. وفي بحثها عن أسلوب قص خاص بها وجدت الكاتبة العربية في فن القص العربي ـ قبل أن نأخذ بمذاهب القص الغربية ـ معينا دائما يحقق للقارئ متعة الاستغراق في فانتازيا تقترب كثيرا من مغامرات ألف ليلة في الوقت الذي تحتفظ فيه بالقيمة الرمزية لقصص كليلة ودمنة.
هكذا حققت سفينة وأميرة الظلال متعة السرد دون إدعاء ـ والمتعة أحد الغايات التي اتفق عليها كغاية للأدب ـ مع عمق الأمثولة التي تنظم العمل كله وتدفع القارئ إلي التفكير في الدلالات الحقيقية للتفاصيل التي تخدعه ببساطتها, وهي دلالات تجمع بين القيم العربية التي تؤكدها الكاتبة دون دعائية أو طنطنة فجة وبين الإيحاءات الصوفية.
12081 | 813,03/1204 | المكتبة الرئيسية | Available |
12082 | 813,03/1204 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available