كتاب
رسائل حكايات متناثرة
رسائل حكايات متناثرة ..
وهو أكبرها، إذ يقع في نحو /440/ صفحة، وأكثرها تشعباً، وشاعرية، وخيالاً، وتنوعاً..
لقد هجَ سرحان بحثاً عن فضاء حر.. وفي سرحانه تختلط عليه الرؤى.. بين الحلم واليقظة، أو يقظة الحلم، أو العكس.. يراها " المقصودة "، الحلم.. مايا المايات..حكاية النساء العربيات المتزوجات العذراوات، المغتصبات، السارحات، الباحثات عن الحب، والدفء، والاحتواء .
يكتب لها، يحاورها، ولا يدري إن كانت حلماً، وهما من نسج يأسه الهارب، أو واقعاً. تطلب منه أن يكتب لها عشر رسائل، يوضح فيها حياته، رؤاه، تجاربه، مشاهداته.. كل شيء، وتحذره الكذب والتصنع، لأنها تكتشفه، وعلى أن يضع الرسالة في مكان حددته، واحدة كل ستة أيام .
بين الحلم والواقع يشرع سرحان بالكتابة.. عشر روايات ونصف، أو قصص طويلة يتناول فيها قضايا كثيرة..ولأنها طويلة، وشديدة التداخل، والشاعرية، سنكتفي بموجزات صغيرة عنها. حيث أن الرسالة الأولى بعد الأولى يتحدث فيها عن المضارب، ثم الاستبداد المستبد عبر ذلك الكاتب الذي نشر كتاباً موسوعياً عن البذر والفصفصة ودوره في تاريخنا وحياتنا، ومصادرة الكتاب، وتوجيه عديد التهم الخطيرة له.. وكيف عقدت المحكمة، وأصدرت الحكم بقتله بنفس العلة" وداوني بالتي كانت هي الداء"، أي القتل بالبذر..بعد ربطه ووضعه في الشمس الحارقة ..
الرسالة الثانية بعنوان : عام الطوف، وفيها يحكي عن تلك النبتة التي أعطت ثماراً مخصَبة لكل شيء. انتشرت، فتزاحم الناس. تقاتلوا، وتناثروا، وضجَت النساء، والحيوانات، والأطفال.. فالفورة طفرة، أكبر من أي ثورة، وقد شقلبت كل شيء.. وباتت المرأة تطالب الرجل بالحبل، ورفست الحيوانات أصحابها، واختلط الحابل بالنابل... وكان لا بدَ من اجتماع القبائل لمواجهة الكارثة. يجتمعون.. ونستمع إلى ما يقولون . يختلفون، ويتنابزون... ثم إلى اللجان يلجأون، وما زالت اللجان منعقدة حتى يومنا هذا .فيسرح سرحان ..
الرسالة الثالثة بعنوان : التاريخ.. حين نزل التاريخ البكر. كان جائعا فالتهم ما وجد من الحشائش والثمار، أصيب بمغص شديد فراح يتلوى . يخرمش ويخربش، وعندما غادره المغص أعجبه الرسم، فقرر تركه ليكون عبرة، ولغزا يحار المؤرخون في اكتشافه، وعندما يأتي مستبد شامل يدعي أن الرسم إشارات مقدمه، فيشكل لجنة من كبار المؤرخين لتأكيد الحقيقة . نستمع لتخريفات ودجل أعضاء اللجنة، ومعارضتهم من قبل أحدهم، ثم مصير هذا المعارض برميه في " جبَ الغفران" الذي كان للتوبة ، وتحول لأفظع أنواع القتل والتخويف .
الرسالة الرابعة " وسرحان هارب وعائلته.. يلتقي بخيمة وحيدة في جبل أجرد، ورجل أمرد.. يصفه عاداته الغرائبية، وقصة الخلاف على البيضة التي باضتها دجاجة سرحان عنده، ثم الاشتباكات بعد أن فلت حماره وركب حمارة الجار.. وأقاصيص صغيرة ساخرة.. وصولاً إلى ولادة كرين أبلقين...ولأته يكتشف أن (أبو جماح) شيئاً آخر غير مظهره، ويخفي قصصاً رهيبة عن تاريخه.. لا تكتمل الرسالة، فيعد المقصودة إتمامها لاحقاً .
الرسالة الخامسة.. تبدأ بالعراك الفكري بين سرحان وشيخ المدينة، خاصة حول الاجتهاد وموقعه، و" أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" فيتهمه بالزندقة والمروق، يحلل دمه فيهرب. في الطريق يحاور النسر، يعترض بصناعة قصة حب بين نسرة وعقاب، وولادة نوع جديد، أطلقت عليه العرب عدة أسماء، يذكره النسر بجاره (أبو جماح) الذي تركه وحيداً، فيقرر الارتحال إليه .
الرسالة السادسة : يعود فيلتقي أبو جماح، يعرف منه بعض قصته، يدخل أبو جماح طيَات التاريخ، يشرح له من أين جاء اللقب، وأنه كان " يكبَس" الحمير الصغيرة، ثم بات خبيراً فذاع صيته وافتتح خاناً كبيراً، والخان ملتقى الأصناف، يتبادلون الكلام والآراء.. فداهمتهم عسس السلطان . بطشت بحميره، ودجاجه، واعتقلته، وفي الطريق هربت الشرطة عند سماعهم بمقدم غزو المغول . يتبادلان الرأي في استغلال الكرَ والكرة البلقع.. لكن الخوف كبير من غضب السلطان ومصادرته لهذا النوع النادر . يطتفي سرحان بأخذ الكر، ويغادر صاحبه .
الرسالة السابعة : والسبعة مجهول مجاهيل التاريخ . حكاية قديمة طويلة، وسرحان مشغول بفك الرمز فلا يعثر على جواب من أبيه وجده. يذكر والده شيخ بني عمور الذي يمكن أن يعرف، فيقرر السفر إليه . لكن مجيء"ابن البلد البار" إلى المدينة، والاحتفاء به .. يضطر سرحان لتأجيل السفر. ويفتح لنا هنا حكاية طويلة عن منشأ وتطور "ابن البلد البار"، وانتقاله من قوَاد في ملهى إلى مسؤول كبير، ضمن صفحات طويلة مليئة بالأحداث، وعندما يقابله، بعد ضغط من زوجه وحماته، ووفد المدينة، يختلف معه، يصفعونه بالتهم، فيقرر الرحيل. تتنوع الحكايا في هذه الرسالة التي هي الأطول، فتعرضنا قصص السلاطين من طين وعجين..
الرسالة السابعة والنصف ..ولأنه ما زال في همَ البحث عن سر السبعة، يواصل الكتابة إليها فيما قال : السابعة والنصف، فيروي حكايا التاريخ، وفي الطريق لاكتشاف السبعة، يرى ويكتشف أشياء كثيرة، وعندما يصل الحدود إلى بني عمور.. يتفاجأ بوجود مخيم القعود. يتعرَف على المجنون أبو مسعود، وإذ به أعقل الجميع. يخدثه عن مخيم القعود، وعشقه الذي هناك، خلف التلة، والذي هناك فلسطين، وبعض سيرتها.. وحكايتها مع مخيم القعود وحراسه من الدول العربية. وينصحه بالأخير الكفَ عن هذا البحث السخيف، والتوجه إلى عمل مفيد.. فيرجع سرحان .
الرسالة الثامنة : الاغتيال.. وهنا يغوص في معاني وقصص الاغتيال . اغتيال النساء بالزواج المرغم، واغتيال أخته التي زوجوها من قريب لص، واغتيال الصحاب، والأوطان، واغتيال المبادئ والشعارات والأحزاب، يروي لها قصة "مولانا" الانتهازي الذي صار ضابطا كبيرا يعذبهم وهم سجناء، وكتبه، ورواياته، وتحول زوجته الأميَة إلى كاتبة روائية شهيرة بغمضة عين، وفلسطين، وأمه، ووالده ..
عندما يضع الرسالة الثامنة يكتشف وجود رسالة منها . الرسالة قصتها، هي العذراء التي تزوجت دهراً...وقصة ابن عمها وعقده، ثم تبلغه أنها يمكن أن تعفيه إتمام العشرة لأنها عرفت الذي تريد .
يتبلبل سرحان، ثم يواصل التاسعة بعنوان " الهزيمة . وبلغة الرمز، ثم الصعود والتصعيد، نفهم أنه يتناول هزيمة ال1967 وأسبابها ونتائجها، وهزائم الجيوش والدبابات المدببة، وفلسطين الحاضرة في الانقلابات المحببة...
الرسالة الأخيرة بعنوان : اكتمال الوعد.. وماذا بعد .. يسبح سرحان في حلم اللقاء. الزواج. الإقامة في هذا الجنان الممتد. الوحدة. الأولاد والخلاف على أسمائهم بين أن يكونوا اشتقاقه، كما تصرَ مايا، وبين أن يكونوا تكرارها، كما يلح هو..ينتشي وهما يعبان كؤوس حب أسطوري، والأولاد حولهما. يختلفان في بعض الأمور الصغيرة. تخرج بدوية سرحان في لحظة اندفاع فلا يرى غير السلبيات في مايا..وفي لحظة اندماج.. تمحو الذاكرة ما علق.. ينتصر الوهج.. فيتحاممان ..
عندما يهمَ بوضع الرسالة الأخيرة يكتشف رسالة منها.. الرسالة عبق، وأسف. فقد جاءها الخبر بأن أمها تحتضر، وأنها تناجيها الحضور.. تعتذر مايا، لأنها مضطرة للرحيل، وتعده بأن تجيء يوماً.....
9713 | 813,03/1188 | المكتبة الرئيسية | Available |
9078 | 813,03/1188 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available