كتاب
الزائر
تعرفت على هذا الرجل النبيل، ذي البشرة البيضاء والصلعة البرّاقة والنظارات السوداء، في مطلع الثمانينيات، في مدرسة الشرطة بشوفاليي، قبل أن يلتحق بمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس، حتى تقاعده. ورغم أنّه، مثل كثيرين، يكتب باستمرار، وينشر أعماله الإبداعية بين الجزائر وتونس، فإنه ليس من النوع الذي يضع نفسه تحت الأضواء، وقليلة هي حواراته الصحفية، وهو الذي يتميّز بأدب الحديث، ويناقش في تفاصيل تبدو لأوّل وهلة أنها لا تعني شيئا، ولكنها تنتهي إلى أنها جوهر الشيء. حين التقيته للمرة الأولى، أسمعته قصيدة "حديث المنفى" التي رفعتها لروح مفدي زكريا، فبقدر إعجابه بها، ظلّ يناقشني في بعض التراكيب والألفاظ حتى كدت أقول إنني لست صاحبها (..)، وبادرت في العام 2001 إلى تكريمه بالمكتبة الوطنيّة، عرفانا بمجهوده الكبير في إثراء مكتبة الإبداع بعشرات الروايات والمجاميع القصصية، وتمّ توثيق الحفل، في العدد الأول من صحيفة "الكاتب الجزائري" التي صدرت آنذاك، ثم توقفت. من الأشياء الطريفة التي أذكرها عن حفناوي زاغز، أنّه أعجب مرّة بخط يدي، ثم روى لي قصته مع الخط وكيف أنّه راح يؤنّب أحد موظفي مجلة "الشرطة" التي كان يشرف على تحريرها، ويقول له "ما هذا الخط الردئ الذي لا يفهم"، بينما كان الموظف صامتا، وحفناوي، يزيد من ضغطه عليه، فانفجر الموظف في وجهه قائلا "إنّه خطك.. يا سيّدي".
9284 | 813,03/1053 | المكتبة الرئيسية | Available |
9210 | 813,03/1053 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available