كتاب
أقتلوهم جميعا
ما زالت تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 تلهم الأدباء والسينمائيين الأميركيين العديد من الأعمال الفنية والأدبية. أما الفنانون العرب، فلم يستوحوا منها أعمالا كثيرة رغم ما كان لها من آثار جسيمة على جيوستراتيجيا العالم العربي والإسلامي وما نجم عنها من احتداد للاضطهاد الثقافي الذي يعاني منه العرب والمسلمون في العديد من الدول الغربية.
الكاتب الجزائري سليم باشي من المبدعين العرب القلائل الذين استغلوا الطاقة الفنية لهذه الأحداث بأن جعل منها موضوع إحدى رواياته وهي "اقتلوهم جميعا". وقد صدرت الرواية في ترجمتها العربية بالجزائر منتصف مايو/ أيار الماضي عن منشورات البرزخ. أما نصها الأصلي الفرنسي، فصدر بباريس سنة 2006.
تجنب باشي في "اقتلوهم جميعا" الخوض في مجادلات أضحت مملة وتقليدية عن "المدبر الحقيقي" لتفجيرات 11 سبتمبر/أيلول، وفضل أن ينطلق من واقع لا مراء فيه -بغض النظر عن تفاصيله الدقيقة- ألا هو واقع وجود حركة إسلامية عالمية مسلحة جعلت من محاربة الوجود الأميركي في العالم الإسلامي مهمتها المركزية ومحور عملها الدعائي.
كما تفادى المؤلف الإفراط في وصف التحضيرات "التقنية" لهذه التفجيرات، نائيا بكتابته عن جو الروايات البوليسية وقصص التجسس. وفضل بدل ذلك أن يرسم لقرائه البورتريه السيكولوجي لـ "جهادي" شاب ينتمي إلى منظمة سرية هي أشبه ما تكون بـ "القاعدة".
وهو بانكبابه على نحت شخصية هذا الشاب المليئة بالمفارقات قد ضرب عرض الحائط بالبورتريهات المجترة التي ترسمها وسائل الإعلام "للجهاديين" كما عصف بالصورة التبسيطية التي تصورهم بها دعاية الحركات الإسلامية الراديكالية.
9170 | 813,03/1003 | المكتبة الرئيسية | Available |
9178 | 813,03/1003 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available