كتاب
دموع وقضبان
كتب محرز زيتوني :
إلى الحيارى الغافلين ...
هذه المرة سأتحدث عن المتشائمين اليائسين الذين اكتفوا بالبكاء على الأطلال ، وندب الحظ العاثر دون حركة أو سعي في دروب الحياة ..
في مدننا وقرانا مقهى تجاور مقهى ، وفي كل حي و- زنقة – شباب يقتل الوقت ، يدمر خلاياه بالسجائر و- الزطلة - ، وجوه شاحبة كئيبة ، نظرات غائرة ، أجسام مكدودة ، وعقول غائبة عن الوعي .. يظنون السعادة في كأس وغانية أو في جمع المليارات و بناء الفيلات والتنافس على كسب العقارات فتراهم يخططون ويضحون بكل ما يملكون- من شرف وكرامة وعزة - من أجل ذلك ..
أيها اليائسون الذين في غيهم سادرون ، إن الشمس تشرق كل صباح معلنة عن يوم جديد على عملنا شهيد يدعونا للاستفادة منه قبل أن يرحل ولن يعود ..
قال- جبران خليل جبران - في كتابه / رمل وزبد / : (إذا قال الشتاء : إن الربيع في قلبي ، فمن ذا يصدق الشتاء ؟ ) ولكن ديننا علمنا أن وراء ظلمة الليل انبلاج الصبح ، ومع كل عسر يسرين ، وكلما ادلهمت الخطوب كان الفرج والخلاص .. وإيليا أبو ماضي يقول :
أيّها المشتــكي ومــا بك داء كيــف تغدو إذا غدوت عليلا ؟
إن شرّ النــفوس نفس يئــوس يتمـنى، قبل الرّحيل ا لرحيلا
ويرى الشّوك في الورود ، ويعـمى أن يــرى فوقها النّدى إكليـلا
هــو عبء على الحياة ثقيــل مـــن يظنّ الحياة عبئا ثقيـلا
والــذي نفسه بغير جمـــال لا يـرى في الوجود شيئا جميـلا
لذلك نرى المرض في النفس والقلب لا في الجسم ، فصاحب الهمة العالية لا تؤثر فيه مباهج الدنيا الفانية فتراه يستغل أوقات فراغه وصحته وغناه وشبابه في العمل الحلال والعبادة التي تقربه من المولى عز وجل فهو يعلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : شاب نشأ في عبادة الله ، وقد يظن البعض أنها دعوة للاعتكاف في محراب الصلاة وهذا- والله - فهم خاطئ ، فالعبادة أوسع وأعمق فهي تعني عمارة الأرض والاستخلاف فيها (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) سورة الملك 15 .
و (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ۚ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) سورة الرحمن 33 –
أليس السلطان هو سلطان العلم والمعرفة كما ذهب إلى ذلك بعض المفسرين ؟ ..
10715 | 813,01/922 | المكتبة الرئيسية | Available |
9355 | 813,01/922 | المكتبة الرئيسية | Available |
8994 | 813,01/922 | المكتبة الرئيسية | Available |
10714 | 813,01/922 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available