كتاب
الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء
منذ النصوص الروائية المبكرة للطاهر وطار حضر التاريخ، وهو التحدي الأكبر أمام الروائي المغاربي،(2) والعربي عامة، بأشكال مختلفة التفت حول سؤال الذات، أو الهوية، في تفاعلها مع [الآخر] سواء انتمى إلى مرجعية الذات المشتركة، أو مرجعية الآخر المعارضة.
ولما كان النص الروائي التاريخي، أو المستوحي، على الأقل للتاريخ، وجها من وجوه الواقع، على حد تعبير لوكاتش(3)، فإن ‘التاريخ’ يصبح، في هذا السياق، رصدا لما كان(الماضي)، ولما هو كائن(الحاضر)، ولما يجب أن يكون (المستقبل).
التاريخ، أو الواقع، يسمح، إذن، بالتعرف على مواطئ الأقدام، يسمح بالكشف عن الذات الساردة من جهة، والعالم المسرود عنه، وله، من جهة ثانية. ورواية الطاهر وطار الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء وهي جزء من ثلاثية روائية متكاملة، مساءلة للتاريخ/ الواقع بعد أن غطته أسجاف من الخسوف والكسوف المفاجئة، فلم يجد الولي(4) أمامه سوى السؤال تلو السؤال عن دلالة هذا الظلام المطبق على العالم العربي من المحيط إلى الخليج، ومن الخليج إلى المحيط، مستنجدا بتاريخه الشخصي أحيانا، والسلالي(5) أحيانا أخرى، بالمعنى الرمزي- بهدف تفسير هذه الظاهرة وتداعياتها المختلفة على الإنسان والزمان والمكان.
ولما كانت شخصية[الولي] شخصية مرجعية حسب فليب هامون- فإن النص استند إلى أساليب، أو صيغ سردية، استثمر فيها الروائي هذه المرجعية الغنية من جهة، وتحولات المرحلة من جهة ثانية.
9071 | 813,01/881 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available