كتاب
العباءة
“المدينة تغالب نعاسها، وتغني تستيقظ فيها الحياة صباحاً، ترقص مع اندفاع السيارات رقصة آلية، بينما يغط البحر خلف المباني المتراصة مثل تنين نائم ..
وفي العمارة التي استحال بياضها إلي رماد، تحركت الشرفات مع حبل الغسيل الممتد من شرفات طوابقها السبع، تزهر بألوان مختلفة..
ما زالت الشرفة في الطابق السادس تستعد للون الزهر الذي تنفضه غيداء بقوة وكأنها تنفض كل ذكرياتها الليلة معه”.
تعيد عصره، وبعد أن تنتهي من تعريض قماشه الحريري المخرم لهواء الشارع، الذي بدا اليوم أكثر رشاقة، تبتسم للشارع ثم تعود داخل الشقة.
قرب باب دورة المياه ترمي سلة الملابس، وتركض نحو حجرتها مسرعة.
تتعثر بالطاولة الزجاجية الملاصقة للجهة اليمنة من حجرتها. تصرخ وهي تمشي. تفرك مكان الألم على فخذها، تدفع الباب وتتجه نحو التسريحة لاهثة، تضع حمرة لامعة فوق شفتيها وبعض أحمر خدود على وجنتيها.
تتذكر شيئاً فتعود أدراجها باتجاه المطبخ على يسار الممر المؤدي للخارج. تغلق النار عن إبرايق الحليب الذي فاض على الفرن وتلون بسرعة بلون بني داكن. تهرول عائدة إلى حجرتها فتسمع أمها تناديها. نعم ماما
8540 | 813/746 | المكتبة الرئيسية | Available |
8668 | 813/746 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available