كتاب
غبار السباع - قراءات نقدية في نصوص شعرية
عن دار العارف ببيروت صدر للناقد والأكاديمي أ.د. عبد الرضا عليّ كتابه الجديد المعنون بـ" غبارالسباع" وهو دراسات نقديّة في نصوص شعريّة عديدة: مفردة ومجموعة. فمن المفردة
(أو ممّا كان في دائرتها ولم يكن في مجموعات) درسَ ثلاثة عشرَ نصّاً شعريّاً أخضعها للتحليل والتفسير والتقويم، سواء أكانت من شعر الشطرين أم من التفعيلي (الحر) أم من قصيدة النثر التي يميل إلى تسميتِها بـ "النصّ المفتوح" ؛ ومن النصوص المجموعة درسَ نقديّاً عشرَ مجموعات (أو دواوين) شعريّة أخلص فيها القول لما استنتجه منها من ظواهرَ فنيّة تبدّت في النتائج التي توصّلت إليها دراسته النقديّة الأكاديميّة الحصيفة.
ومع أنّ عدد شعراء تلك النصوص قد أوفى على العشرين مبدعاً ومبدعة،فإنَّ الناقد كان حريصاً على تناول مختلف التجارب الشابّة والرائدة ،العربيّة والعراقيّة على حدٍّ سواء،كان منها ثماني تجارب عربيّة: من اليمن والسعوديّة ومصر وسوريا وفلسطين، إلى جانب تجارب بعض الشعراء العراقيين (شيوخاً وشباباً كذلك) ممّن اختارهم قاصداً كما تبيّن من خلال قراءتنا لهذا الكتاب.
وقد حرص المؤلّف في مقدّمته القصيرة للكتاب أن يوضّح للقارئ الكريم ما رآه حريّاً بالبوح فقال: " ومع أنّه كان يختارُ النصوصَ على وفق ما تثيرهُ فيه من ابتداعٍ وإدهاش، فإنّه لا يُخفي كون أكاديميّـتهِ قد خالطها شيء من الانطباعيّةِ تبدّتْ في التقاطِ ما كانت ذائقته تستسيغُ المختارَ المتميّزَ من الجميلِ الكثير الذي لم يستطع تناولَهُ بحكمِ عواملَ عديدةٍ ، أهمّها اتّساع المنجز المتميّز، ومحدوديّة زمن الاشتغال، والوضع الصحّي لقارئ المختارات.
كانت بعضُ قراءاته النقديّة (قديمة) قد نشرها في دوريّات عربيّةٍ مهمّة، وكان بعضها الآخرُ من الجديد الذي لم يُنشر في الصحافةِ الورقيّةِ، وإن نُشِرَ في بعض المواقع الإلكترونيّة؛ لهذا ارتأى أن يجمع القديم مع الجديد بين دفّتي هذا الكتاب حفاظاً على القديم من التشتّتِ والتوزّع ِ، وإذاعة ً لما كان من منطلقاتٍ جديدة لم ترَ النور على الورق.
ومع أنَّ قراءاته للمنجزِ الشعري العراقي كانت عديدة، إلا أنّ قراءاته شملت أيضاً بعضَ ما كان من منجزٍ عربيّ، كالذي من اليمن، والسعوديّة،وسورية، ومصر، وفلسطين، وقد ارتأى أن يكونَ تبويبها في قسمين ِ: يضمّ ُ الأوّل قراءاته النقديّة في النصوص المفردة، وما كان في دائرتها ممّا لم يكن في مجموعات كاملة، ويضم الثاني قراءاته النقديّة في المجاميع ، أو الدواوين ِ الشعريّة التي حظيت بالتحليل والتفسير والتقييم.
وهوَ إذ يقدّمُها للمتلقّي الذكيّ الكريم لا يُخفي أنَّ مهمتها تتمركز في خدمةِ أطراف العمليّة النقديّة برمّتِها، وهذه الأطراف:
1- القارئ..أو المستقبِل (بكسر الباء) لأنّها توفّر عليه الاختيار، وتعينُهُ على تلمّسِ الجيّدِ، وإدراك ما وراء النصِّ من جمال.
2- المبدع (أو المنشئ أو صاحب الأثر) لأنّها تكشف له مواطن التفرّد كي يركّز عليها في اشتغالاته القادمة، أو تنبهه إلى مواطن الهنات والعيوب كي يحترسَ من الوقوع ثانيةً في مطبّاتِها.
3- الأثر الإبداعي، لأنّ الأحكام النقديّة التي تكون في صالح النصِّ الإبداعي ستجعل المبدعين يطوّرونها في أعمالهم القادمة، فيُحصّن الإبداع من الانكفاء على الاتّباعيّة، ويمضي نحو التفرّدِ والتطوّرِ المطلوبين ِ.
هذا جلّ ما أراده المؤلّفُ من هذا الكتاب، فإن تحقّقَ له ما أراد فهو الغاية التي ابتغاها."
لستُ أداهنُ أو أتنطّعُ إذا ما قلتُ: إنَّ من يريدُ (من الشباب) أن يقفَ على كيفيّة تحليل النصوص وتقييمها وبيان ظواهرها الفنيّة وكشف أساليب تقنياتها الإبداعيّة،وتعلّم النقد منهجيّاً، عليه بهذا الكتاب،فهو خير سفر ٍنقديّ يعينه في ولوجِ رياض هذا الأدب الوصفيّ الجميل.
وممّا تجدر الإشارة إليه في هذا العرض أنّ لوحة الغلاف الأوّل وبورتريت الغلاف الأخير كانتا بريشة الفنّان التشكيلي الكبير شوكت الربيعي.
739 | 811,9/706 | المكتبة الرئيسية | Available |
737 | 811,9/706 | المكتبة الرئيسية | Available |
738 | 811,9/706 | المكتبة الرئيسية | Available |
740 | 811,9/706 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available