كتاب
سيمائيات الأهواء : من حالات الأشياء إلى حالات النفس
تناول الكتاب ظاهرة مألوفة تنتمي إلى المعيش اليومي: ظاهرة الهوى كما يمكن أن تتجسد في صفات يتداولها الناس ويصنفون بعضهم بعضا استناداً إلى ممكناتها في الدلالة والتوقع الانفعالي. فالبخل والغيرة والحقد والحسد والغضب وغيرها من الصفات هي كيانات تعيش بيننا ضمن ما تحدده “العتبات” التي يقيمها المجتمع ويقيس من خلالها “الفائض الكمي” في الانفعال الموجود على جنبات “اعتدال”، هو ذاته ليس سوى صيغة مفترضة لا يتحدد مضمونها إلا ضمن التقطيعات الثقافية المخصوصة التي يتحقق داخلها هذا الهوى أو ذاك”. فالهوى ـ برأي سعيد بنكراد في تقديمه الكتاب ـ ليس “عارضا أو مضافا أو طارئا يمكن الاستغناء عنه أو التخلص منه، كما يمكن أن نتوهم ونحن نحتفي بعقل لا يأتيه الباطل من كل الجهات. إنه “جزء من كينونة الإنسان وجزء من أحكامه وميولاته وتصنيفاته. وباعتباره كذلك، فقد كان “جنونا يسير العقل” ـ كانط ـ، واعتبره البعض الآخر “انصياع الروح للجسد” ـ ديكارت ـ، واعتبره فريق ثالث حصيلة لفوضى تصيب الحواس وتقود العقل إلى الانهيار والتلاشي أمام رغبات جسد تستهويه الشهوات وتقوده إلى المعاصي، كما حذرت منه الديانات جميعها، وعلى رأسها النص القرآني “فلا يصدانك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى” ـ سورة طه، آية 16. فالهوى، في جميع هذه التصورات، نقيض للفعل، انه يشوش عليه ويفسده ويغطي على جوانب العقل فيه.
3446 | 150/69 | المكتبة الرئيسية | Available |
3445 | 150/69 | المكتبة الرئيسية | Available |
3448 | 150/69 | المكتبة الرئيسية | Available |
3447 | 150/69 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available