كتاب
الأدب والمجتمع
ينطلق الدكتور محمد ساري، في أحدث كتبه الصادرة بعنوان ''الأدب والمجتمع''، من سؤال جوهري هو: ''هل الأدب العربي هو نسخة للأدب الغربي؟ ومن هذا السؤال ينطلق لبناء تحليله لظاهرة استخدام المناهج الغربية في نقد الأدب العربي.
يعتقد محمد ساري أن علاقة الأدب بالنقد في المجتمعات العربية، ظلت دائما تحكمها الأهواء والأيديولوجيات، ''بعيدة عن الموضوعية والحرص الصادق على معرفة مكنونات النص''، دون النظر في النسق الاجتماعي الذي رافق صاحب النص أثناء الكتابة وتجذّره مع المحيط البشري والمادي حوله. هذا الانغلاق على حيوية المتن تخلف نصا ''رهينة'' نسق الناقد الذي لا يفكر إلا في ترجمة ميوله وأفكاره الخاصة. ويطرح ساري أسئلة مثل: إلى أي مدى يصح القول بأن نجيب محفوظ هو ''بلزاك العرب''؟ وغيرها من التشبيهات التي وضعت أسماء عربية في سياق متشابه مع مبدعين غربيين عاشوا في محيطهم الخاص بكل روافده الثقافية والفكرية والدينية.
يقول مؤلف الكتاب الصادر عن منشورات ''الأمل'': ''إذا انطلقنا من تعريف الأدب كتصوير للحياة المحيطة بالكاتب، فان الأدب العربي سيختلف حتما عن نظيره الغربي. ويبقى التأثير كبيرا على مستوى التقنيات الأدبية المستخدمة في كل جنس أدبي مثل تقنيات الرواية الحديثة مثلا، ولكن هل التقنيات وحدها، ستجعل المبدعات العربية نسخة طبق الأصل للمبدعات الغربية؟''مضيفا: ''وعلى النقد الذي يدرسه أن يراعي هذه الخصوصية كي لا يسقط في التطبيق الآلي لنظريات'' وضعت أساسا لدراسة النص الغربي، وتجنبا لظلم النص العربي والخطأ في حقّه، بل وتجريده من حقه كاملا. هذا الحذر لا يعني عند الدكتور ساري، رفض مطلق للرافد المعرفي الإنساني الذي جاءت به مختلف النظريات، لأن المبدع العربي المنفتح على الآخر يعيش في حالة تأثر وتفاعل يومي مع العالم الخارجي. لهذا يستعيد ساري مختلف النظريات المعروفة في النقد الأدبي، بدءا من جورج لوكاش ورؤيته المأساوية، إلى لوسيان غولدمان ونظريته البنيوية التكوينية، وغيرها من المرجعيات الأدبية الغربية والعربية.
8367 | 810/67 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available