كتاب
أزهار من الشعر العالمي
أضفى الفنان المحميد على ترجمته الشعرية لوناً إنسانيا ًجمالياً وفنياً رائعاً لا ينغلق ولا ينحسر في بقعة وإنما يكون فضاء يعوم فيه الإبداع في صورة إنسانية إبداعية.
فالفن عالم إنساني يخاطب الإنسان أيا كانت لغته أو دينه أو عرقه.
ويقول المحميد في صفحة الإهداء "إلى كل من يحمل في قلبه حباً كبيراً متوقداً تنبعث فيه الروح الإنسانية، التي تشيّد جسورا حميمة مع الإنسان في مجابهة الحياة بكل تقلباتها وموجها المتلاطم العاتي" فمن هنا كانت اختيارات المحميد منتقاة بدقة وبذائقة فنية تتطلع إلى بعث روح إنسانية وجمالية عند المتلقي.
وتراوحت القصائد الشعرية في مدارسها الفنية بين الرومانسية والسريالية.
حيث تشترك هاتين المدرستين في اتجاهات أسلوبية وفنية وموضوعية فنية كثيرة من حيث الرؤيا للعالم.
حيث ترتكز كلتا المدرستين على الصدق في التعبير عن العواطف والمشاعر التي تعتلج في أعماق النفس وتنداح في عالم طبيعي واسع.
حيث يركن الشاعر إلى حضن الجمال الطبيعي فيستشعر روعة جماله ويناجيه كالحبيب.
ويستعمل الشاعر في المدرستين عناصر الخيال والتصورات والهلوسات والأحلام.
والغاية من ذلك كله النفور من الواقع المر والمحبط والهروب إلى عوالم متخيلة حتى ولو كانت عوالم الخرافات والجن والحيوان.
فيفتتح المحميد كتابه بترجمة قصيدة للشاعر الإنجليزي والمؤسس الحقيقي للمدرسة الرومانسية في الشعر وليم وردزورث "أزهار النرجس البري" حيث يقول (تجولت وحيدا كالسحابة /التي تعوم عالياً فوق الوديان والتلال/ ومن ثم رأيت فجأةً مجموعة كبيرةً/ جمعاً من أزهار النرجس البريّ الذهبية/ بجانب البحيرة، تحت الأشجار/ مبعثرةً وترقصُ على وقْعِ النسيمِ), هكذا كان الشاعر الرومانسي يحلق في عالم من خيال طبيعي حيث الأزهار والوديان والتلال والأشجار والبحيرة ورقص على وقع النسيم.
إنها لفتة مختارة بدقة من قبل المحميد في هذه الترجمة التي تعدّ دعوة إلى الإنسانية وهروب من عالم الحرب والكراهية.
وقد تنوعت القصائد الشعرية بين موضوعات متنوعة ومتعددة في الحب، والطبيعة، والفن، والجمال، والطفل، والعمال، و الحرب (فلسطين) و (العراق)، والجوع وغيرها من الموضوعات.
ففي فلسطين ترجم قصيدة (هذا الجدار) لفرح نوتاش قصيدة كتبت من أجل آلام الفلسطينيين (قبل عدة سنوات/أنتم/ جعلتموني أرملة/ الآن/ تنشرون في حياتي/أقبح ظلّ/لتشييد هذا الجدار/دمرتم بيتي/لتشييد هذا الجدار /قضيتم على المزارع).
الكتاب حافل بالتنوع الإنساني على مستوى العرق والثقافة واللغة عن طريق الإبداع الشعري.
فكل الأزهار ملونة ومتعددة ولكنها كلها في حديقة واحدة وهي الهم الإنساني
1785 | 800/1 | المكتبة الرئيسية | Available |
1787 | 800/1 | المكتبة الرئيسية | Available |
1788 | 800/1 | المكتبة الرئيسية | Available |
1786 | 800/1 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available