كتاب
العطالة والتجاوز
قدم المفكر السوري أحمد حيدر تعريفات ومقاربات لمفاهيم فلسفية بلغة تجمع بين الأكاديمية والخواطر. في المقدمة يعرف بعض المفاهيم مثل الفلسفة والتساؤل والميتافيزيقا.
الفلسفة تنبت من التساؤل، الميتافيزيقا هي أن نظل في موقف التساؤل، والمذاهب المنجزة والمكتملة هي إيديولوجيات، وهكذا يبدو الحس الفلسفي أخلاقياً في صميمه، مع التأكيد على عدم وجود مناطق محرمة أمامه. الحس الفلسفي ينطلق من الحس النقدي، من الشعور بالسالب. الميتافيزيقا هي الذهاب إلى ما وراء المباشر. ومن هنا جاء اسمها، لكن سمعتها ساءت في العصر الحديث؛ لأن إنسان العصر الحديث أنكر ذاته بفعل وسائل الإعلام التي وصمت الميتافيزيقا بتهمة الغيب والكهانة، وهي نزعة عطالة ارتدت في صراعها مع الميتافيزيقا أردية عدة، فالعطالة ارتمت في حضن الدين في الماضي، وهي اليوم تحتمي بالوضعية وتصف غريمتها بالسحر والغيبية، وأحياناً تحتمي بالماركسية وتصف غريمتها بالتحريفية.
يتابع المفكر التعريفات: النظرية هي الرؤية التي تقود الأفعال، وهي مؤسسة على الحدس الذي هو من طبيعة وجودية. النظرية تحمل مشروعاً في الممارسة، تحمل تخطيطاً للمنحنى الذي ينبغي على الحياة الإنسانية أن تسلكه، ومهمة الممارسة هي تحقيق النظرية، وذلك بنقل الوجود من حالة الانخلاع إلى وضع تحقق الماهية.
تتميز الأيديولوجيا عن النظرية في أن الأولى محكومة بالنية السيكولوجية وخاضعة لأحكامها، في حين أن النظرية تحكم البنية السيكولوجية وتعمل على تفكيك ارتباطاتها اللامعقولية ودفعها في طريق المعقولية.
11073 | 110/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available