كتاب
روسو و المرأة ( المرأة في الفلسفة)
تأليف إمام عبد الفتاح إمام (تأليف)
أبلغوني عند توفره
يناقش د."عبد الفتاح إمام" في هذا الكتاب الفكر السائد في عصر الفلاسفة حتى القرن التاسع عشر والذي كان ينظر إلى المرأة نظرة بالغة السوء في معالجة وضع المرأة في المجتمع وكذلك مشكلاتها التطورية والجنسية، فقد خضع سقراط، وأفلاطون وأرسطو عمالقة الفكر اليوناني للأخطار التي عبرت عنها عادات وتقاليد ذلك الزمان. لكن "روسو" كان فريداً بينهم إذا اتخذت هذه النشكلات مركزاً محورياً في مؤلفاته، من هنا فإننا نجد أن دراسة العلاقة بين "روسو.. والمرأ’" في هذا الكتاب لها أهمية بالغة لأنها تكشف لنا جانباً أساسياً في فكر هذا الفيلسوف الذي جعل شعاره "لاوطنية بلا حرية، ولا حرية بلا فضيلة، ولا فضيلة بلا مواطنين، إن تكوين المواطنين يجعلك لا تحتاج إلى شيء بعد ذلك، وبدونهم لن يكون لديك سوى عبيد على درجة عالية من الوضاعة".
أما المرأة في هذا الشعار فيتجاهلها روسو تماماً، فلا هي وطنية، ولا هي مواطنة، ولا أهمية لأية فضائل أخلاقية سوى المحافظة على شرفها وعفتها لكي يتأكد الزوج أنها أنجبت أطفالاً من صلبه يرثون ما يملك. وهذا يعني أن روسو بكتاباته وأفكاره وتصوراته يتربع على قمة جبل من المتناقضات والمفارقات بشأن المرأة.
يضيء الكاتب في دراسته هذه على الانتقادات وردود الأفعال من قبل الفلاسفة على أفكار روسو فمنهم من اعتبرها هامة مثل "سوزان موللر" ومنهم من تصورها معرضاَ لتعذيب المرأة وقتلها مثل مارجريت كانوفان إلى آخر ذلك.
تقسم هذه الدراسة إلى خمسة فصول: يبحث الفصل الأول منها في حياته التي اقتربت من الإنحلال وصفها الكاتب بأنها "حياة متناقضة بين أحضان الأنثى" إضافة إلى مسلكه اللاأخلاقي مع أطفاله الذي قذف بهم في دار اللقطاء دون أدنى رحمة أو شفقة أو عاطفة أو تأنيب للضمير، أو مع الفتاة الريفية المسكينة التي عاملها على أنها خادمة ثم تزوجها وهو يحتضر، أو لحياته في بيوت الأغنياء الذين هو من حرر الفقراء من غيرهم، إلى آخر ذلك ما في حياة روسو من مفارقات ومتناقضات لا تخفى حتى على العين العابرة.
أما الفصل الثاني تحدث فيه عن تأليهه للطبيعة شأنه شأن بقثية الرومانسيين وإن كان قد اختلف عنهم بأنه صيغ هذا التأليه بصبغة فلسفية عقلية قادمة من أرسطو ليبرر بها أفكاره السيئة عن النساء.
أما الفصل الثالث فتناول فيه خصائص الأنثى التي منحتها لها الطبيعة وهي خصائص تختلف جذرياً عن خصائص الرجل -لأنها تتجه تماماً إلى وضعها تحت نار العبودية الذي أصبح خالياً بعد تحرير الرجل.
وجاء الفصل الرابع مخصصاً "التربية المرأة" على نحو ما عرضها في كتابه "اميل أو التربية" فقد كتب روسو هذا الكتاب استجابة لرغبة امرأة هي ابنة "مدام دوبن" على شكل مذكرة قصيرة لكنها امتدت حتى زادت صفحاتها عن ألف صفحة! عرض فيها لتشكيل المرأة البسيطة الساذجة التي لا تصلح إلآ لأن تكون جارية مطيعة "للسيد اميل".
دراسة هامة تهدف إلى تحرير الفكر من متناقضات شتى، كانت المرأة محوراً أساسياً فيها، فكل فيلسوف هو ابن عصره وربيب زمانه كما يقول هيغل، لذلك جاءت نظرة روسو أن المرأة ملخصاً لذلك العصر.
5809 | 100/11 | المكتبة الرئيسية | Available |
5808 | 100/11 | المكتبة الرئيسية | Available |
5807 | 100/11 | المكتبة الرئيسية | Available |
5810 | 100/11 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available