كتاب
في نظرية الإصلاح الثقافي - مدخل لدراسة عوامل الإنحطاط و بواعث النهضة
لقد درج عامة المسلمين وخاصتهم على إختزال العالم الإسلامي في العالم جزئياً أو كليّاً بأصول وقواعد العلم الشرعي، وهذا خلل إبيستيمولوجي، أو معرفي بالغ الخطورة على المنهج الإسلامي وطرائق التفكير السريد عنه المسلمين.
بل إن فضل علوم الشرع من علوم الإنسان وعن علوم المادة هو علمنة ضمنية لمفهوم العلم الإسلامي، فالصفوة العالمة والمثقفة للعصر الإسلامي الذهبي لم تميز بين الأبواب الثلاثة للعلم الإسلامي فابن خلدون كان قاضياً أي عالماً في الشرع وكان مؤرخاً وفيلسوفاً في العمران أي عالماً في علوم الإنسان، وابن الهيثم كان عالم شرع وعالماً في البصريات أي خبيراً في علوم المادة.
وقِسْ على ذلك كل علماء الإسلام في العصر الذهبي، وإلى هذا فإن العلم الإسلامي أبواب ثلاثة: أصول وقواعد العلم الشرعي، وأصول وقواعد العلم الإنساني في السياسة والإقتصاد والإجتماع وغيرهما، وأصول وقواعد العلم المادي كالرياضيات والفيزياء وغيرهما كثير، فهل بإمكان عالم في الشرع وجاهل بعلوم الإنسان في السياسة والإقتصاد والعلاقات الدولية وغيرها أن يفتي في قضايا الأمة برشد وسداد؟!.
واليوم يبدو من الواضح بل من الحتمي الأخذ بمبدأ الكلية في العلم الإسلامي، والعالم يعيش عصر التخصصات العلمية في سبيل مشروع إصلاحي ثقافي يرجى له النجاح، وأن ما يستلزم ذلك رواحل من المثقفين نداوى وجماعات يمتلكون أصول وقواعد العلم الشرعي وأصول وقواعد العلم الإنساني وأصول وقواعد العلم المادي.
هذا ما تطمح إليه هذه الدراسة التي تحمل همّاً فكرياً... هم نهضة أمة العروبة والإسلام، ويبرز لدى الباحث وهو: ما هو المدخل الرئيسي للنهضة؟ وما هي الرافعة الأساسية لتحقيق مشروع النهضة ودوامها؟ وإلى هذا فالباحث لا يرجح الإصلاح الثقافي على الإصلاح السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي في النهضة فقط؛ ولكنه بقطع بأن المدخل الثقافي للنهضة هو الأضمن؛ لكن في الوقت نفسه لا يلغي أهمية باقي الإصلاحات في النهوض الحضاري المنشود، لكنه لا يعتبرها هي المدخل الأول.
من هنا فهو يشير في ثنايا هذا البحث إلى أن القضية الثقافية هي قضية مركبة وأنها بؤرة تلتقي عندها العديد من المشكلات الأخرى ما يؤكد على أن ما يميز الرهان على الإصلاح الثقافي أنه رهان على الإنسان وتغيير الإنسان: أي رهان على الإرادة والوعي، أي على المجال الأكيد الذي يملكه المجتمع العربي الإسلامي لأحداث التغيير.
فالمشكلة إذن، كما يكشف عنها الباحث، هي مشكلة ثقافية، وأن من أهم مداخل التخلف أو من أهم مداخل الإصلاح المدخل الثقافي؛ من هنا يسعى الباحث من خلال كتابه هذا إلى بيان وبحث مشكلة الثقافة بهذا المفهوم، كما يسعى إلى وضع مقدمات في نظرية الإصلاح الثقافي مع بيان مداخله وأهم مفردات برنامجه.
5125 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
5126 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
5123 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
5124 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
47993 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
47992 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
47991 | 001,2927/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available