كتاب
التفكير اللساني في الحضارة العربية
إن المسألة اللغوية في الفكر العربي كما انتظم على مدى عقود القرن العشرين قد تحددت انطلاقاً من تقاطع ضربين من الوعي: وعيٍ بالسلطة الرمزية الكبرى التي مارستها اللّغة العربية داخل منظومة التراث الفكري حتى اكتمل معماره الثقافي تحت قباء الفضاء العربي الإسلامي، ووعي بأن اللّغة - بين ازدهار وضمور - هي دوماً مرآة تنعكس عليها صورة الواقع السياسي فيما بين المد الحضاري المتألق والانحسار التاريخي الطارئ. ... إن سلطة النص وسلطة النحو مكّنتا اللغة العربية من تحقيق استثناء مطلق يتحدى الحقائق العلمية المألوفة: أَنْ تُعَمَّرَ لغة بما يزيد على سبعةَ عشرَ قرناً دون أن تنسلخ عنها أبنيتها الصوتية والصرفية والنحوية، وأن يكون مَدَدها في البقاء مقصوراً على تطوّر الدلالات: في اشتقاق الألفاظ وفي تكييف دلالاتها وفي صياغة الأساليب. لذلك تتجدد بين الحقبة والأخرى نزعات - من خارج الثقافة العربية وأحياناً من داخلها - تَدفع نحو المماثلة بين العربية واللاتينية حتى تَحلّ الفروع محلّ الأصل الواحد. وتحت وطأة النسقية الانفرادية التي ما انفكت تضغط على الثقافات الإنسانية انكشفت ظواهر تنوس بين حَجْب اللغة العربية بتقليص مجالاتها التداولية ولا سيما في منابر الإعلام الفضائي الغزير والدعوة إلى التيسير باسم «الواقعية التاريخية» الجديدة.
3453 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
3454 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
3455 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
3865 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
3864 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
3866 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
3863 | 410/30 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available