كتاب
عن أزمة الهوية ورهنات الحداثة في عصر العولمة
هل العولمة تعني الغوربة؟ وإذا كان الأمر كذلك فما الذي تعنيه الغوربة؟ هل هي تصدير قيم الحداثة إلى بقية العالم؟ لكن ما قيم الحداثة: هل هي العقلانية، العلمانية، الديموقراطية، الليبرالية، أم أن هناك قيما غيرها؟ الحقيقة إن تعدد هذه القيم، وإن اختلف حكمنا عليها، لا يرقى لاصطناع معضلة حضارية؛ إذ الإشكالية ليست في هذه القيم كقيم إنسانية أفرزتها تجربة خاصة لثقافة أوروبية وإنما الإشكالية تكمن في الخلفية المركزية التي تجعل من هذه القيم قيماً مطلقة ينبغي تصديرها إلى بقية العالم سعيا إلى رسم نهاية للتاريخ يسود خلالها النموذج الحداثي الغربي. ولا يخفى على أحد أن تكثيف دلالات هذا المشروع الحضاري أفرز اليوم ما ندعوه بالعولمة. ولا تخدعنا راهنية الدال (العولمة) عن تاريخية مدلوله والذي ما كان ليغيّب عن ذاكرتنا الجمعية مرارة حقيقته حين حل الغرب بديارنا في القرنين التاسع عشر والعشرين. وعلى الرغم من قساوة التجربة، إلا أننا ذهبنا، في تعاملنا مع الطبعة الجديدة من هذه العولمة مذاهب شتى؛ فهناك من رأى فيها معادلا لتفقير الأغلبية لصالح الأقلية، وهناك من حكم على العولمة أنها معادل لانهيار القيم الروحية لصالح القيم المادية، وفريق ثالث عارض من سبقه وعدّ العولمة فرصة لنهضة حضارية واقتصادية تختصر الزمن، وتمكننا من الالتحاق بالركب.
19644 | 327,53/ 1079 | المكتبة الرئيسية | Available |
19646 | 327,53/ 1079 | المكتبة الرئيسية | Available |
19645 | 327,53/ 1079 | المكتبة الرئيسية | Available |
19647 | 327,53/ 1079 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available