كتاب
أسئلة الحداثة ورهاناتها في المجتمع والسياسة والتربية
و"التحديث" والحال أنهما غير متطابقين ولا يحملان نفس المعنى. وهو ما انتبه إليه العديد من الدارسين لهذه الظاهرة، وقدموا في ضوء ذلك، تحديدات إجرائية تقترح نماذج منها لكل من جورج بلانديي، محمد أركون وعبد الله العروي.
فقد أشار الأنثروبولوجي الفرنسي جورج بلانديي إلى أن أغلب الدراسات في مجال العلوم الاجتماعية ركزت على موضوعة التحديث أكثر من اهتمامها بموضوعة الحداثة. ولم تسمح هذه الدراسات على كثرتها بإزالة الخلط الذي يشوب استعمال الكلمتين. هكذا يستخدم لفظ الحداثة لوصف الخصائص المشتركة بين الدول المتقدمة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويستعمل لفظ التحديث لوصف العلميات التي يتم بواسطتها اكتساب هذه الخصائص. فهو سياق التحول التكنولوجي والاقتصادي الذي يتحدد عبر إدخال التقنية والمخترعات الحديثة إلى مجتمع ما. أما المفكر الجزائري محمد أركون، فقد اعتبر الحداثة موقفاً للروح أمام مشكلة المعرفة أي أمام كل المناهج التي يستخدمها العقل للتوصل إلى معرفة ملموسة للواقع، أما التحديث فهو مجرد إدخال للتقنية والمخترعات الحديثة، بالمعنى الزمني للكلمة، إلى الساحة العربية والإسلامية. والمقصود بذلك، إدخال آخر المخترعات الغربية الاستهلاكية وإجراء تحديث شكلي أو خارجي لا يرافقه أي تغيير جذري في موقف العربي والمسلم من الكون والعالم.
18281 | 301/ 885 | المكتبة الرئيسية | Available |
18279 | 301/ 885 | المكتبة الرئيسية | Available |
18280 | 301/ 885 | المكتبة الرئيسية | Available |
18282 | 301/ 885 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available