كتاب
مكافحة الإرهاب
يبدو الإرهاب، مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة، فناً متوحشاً قائماً بذاته. كلما أوغل في الغموض، انفتحت المخيلة الشعبية بالتدريج على مشاهد غير متوقعة لنهاية العالم. ولعل المقصود بذلك ان البشرية باتت على موعد دائم مع المفاجأة المتربّصة بالجغرافيا الدولية من أقصاها إلى أدناها. والأخطر من ذلك، انّ مَن يضع سيناريوهات الإرهاب على الورق، يريد بذلك على الأرجح، أن يقتطع جزءاً من الذاكرة الإنسانية يخصّصها بالتحديد للإيحاء بأنّ قدر المجتمعات الحديثة أن تتعايش مع الوجه الآخر للموت. يتحوّل هذا الأخير، في نظر هؤلاء ضرباً مخيفاً من «الصناعة» المتأنيّة التي تجعل من الأذى المتعمّد ضريبة محتومة تُفرض بالقوة على الجميع. يزعم هؤلاء انه أصبح بمقدورهم أن يدرجوا الإرهاب على قائمة السلع التي يصدّرونها بالمجان. عقول مفتونة بمظاهر القتل على إيقاع الضربة القاضية التي يراد بها، على الأغلب، إعادة تشكيل مفهوم الحياة والموت على وقع آخر: الموت هو العنصر الثابت في الحياة. أما البقاء على قيد الحياة فأمر يخضع لضرورات أخرى تتعلق مباشرة بإلحاق الهزيمة المدوّية بالوجود الإنساني برمّته. كلما أمعنت هذه العقول المشبعة بذاتها، المذهولة حتى الجنون بقدراتها الفائقة، ازدادت إقبالاً ونهماً على اختراع أشكال جديدة من الإبادة الجزئية أو الكلية. لا يرى هؤلاء، على الأرجح، شراً في ما يقدمون عليه. يخيّل إليهم وهم يستحضرون في ظلمات الروح أدواتهم المتفوقة في إزهاق الأنفس، انهم يحيون اللحظة التاريخية التي تمكّنهم من تطوير أدواتهم وهم ينقضّون على الأحياء والأموات.
تغدو هذه التصورات الأوّلية، إذا جاز التعبير، من الإيحاءات الداخلية العميقة لكتاب الباحث السعودي المرموق، علي بن سعيد بن عواض عسيري «مكافحة الإرهاب.. دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب» الصادر حديثاً عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» في بيروت. ولعل ما يميّز هذا الإصدار، انّ صاحبه ينأى بنفسه عن التعريفات المحدّدة أو القاطعة لما بات يسمّى مفهوم الإرهاب. يقارب هذه المسألة من زوايا متعدّدة، مختلفة وأحياناً معقّدة نظراً إلى التشرذم الحاصل في فكفكة هذا المفهوم والتوصل إلى صيغة موحّدة في فهم طبيعته وماهيته. ومع ذلك، فهو يقترب حثيثاً من بنية هذا المصطلح من دون أن يضفي عليه طابعاً ايديولوجياً صارماً. لا يستخدم هذه التقنية المغلقة في الكشف عن الكيفية التي يعتمدها الإرهاب بعيداً عن رغبته الدفينة في إحالة العالم نمطاً من المقابر الجماعية. لا نلحظ شيئاً من هذا القبيل. على النقيض من ذلك، يجتهد عسيري في إبعاد شبح الأحكام القاطعة من التداول المعرفي في الكتاب. يتقدّم من هذه المسألة الصعبة بشيء كثير من الانفتاح على الأفكار والتجارب والنظريات الفلسفية والاجتماعية والتاريخية التي تدلي بدلوها في هذا السياق بعيداً عن الرأي المتزّمت. وهو إذ يفعل ذلك، فإنّه يضع هذا المفهوم في خانة النقاش الإنساني الشامل الذي تتوزع فيه الدول والأنظمة السياسية والمجتمعات والمنظمات جميعاً، مسؤولية التصدي لهذا الخطر القادم من كنف الحضارة عينها. لا يعود الإرهاب، في هذا الاطار، نزعة دموية متطرفة فقط ينبغي القضاء عليها بأي ثمن أو تضحية من أي نوع كانت. كما لا تعود مقارعة هذا الوحش المتجوّل في أرجاء العالم، من مهام الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية والبوليسية فقط. إنها شيء من هذا، ولكنها تتجاوز، في طبيعة المعالجة التي يفترضها الكاتب، الإحاطة القصوى بتحرّكات هذا الوحش على صعد أخرى لا توفرها المواقف الايديولوجية المتصلبة من الإرهاب.
ايديولوجيا الموت
إنّ مواجهة الإرهاب بسيناريوهات متشدّدة أو ايديولوجية أو مخططات تبدو مسبقة إلى حد بعيد، هي، على الأرجح، أمور لا تغيب على الاطلاق عن العقول الباردة الكامنة وراءه. الإرهاب ذو نزعة ايديولوجية في الأغلب الأعم. أو هكذا، على الأقل، يحاول مَن يديرون هذه الشرنقة المخيفة في العالم، أن يزعموا بذريعة ان لديهم مطالب محقّة يعتبرونها كافية وملحّة من أجل تسويغ لجوئهم إلى العنف الدموي. ولعلّ الإرهاب في نسخته الأحدث كما يجري الترويج له اليوم لجعله الرقم الأصعب في العلاقات الدولية، يفتقر بالكامل إلى أي ايديولوجية مهما كانت علائقها وجذورها وانتماءاتها. حتى ولو كان يُخيّل إلى الجماعات الإرهابية انّ لديهم في ارثهم الفكري والديني والفلسفي والعقائدي أيضاً ما يحيل إزهاق الأرواح أمراً يمكن الاعتداد به والدفاع عنه، فإنّ هؤلاء يفتقرون افتقاراً لا شك فيه إلى أي انتماء ايديولوجي. وإذا صح القول، بشكل أو بآخر، فإنّ الايديولوجيا الأكثر تأثيراً على أذهانهم هي تلك التي تنحاز إلى الموت. غريزة تنتزع صاحبها من معادلة البقاء والمحافظة على شروطه المتداولة، حتى في أبسط أشكالها بساطة وتلقائية، ثم تلقي به في قعر الجحيم. تصبح الحياة في هذا السياق المثقل بالرعب امتداداً لهذا الجحيم، واستكمالاً متعمداً لعملية الحكم على الأفراد والمجتمعات بالإبادة. من أجل هذه الأسباب على الأغلب، ينحو الكاتب منحى غير ايديولوجي ليصبح بمقدوره أن يرقب الإرهاب من زواياه المختلفة. من هذا المنطلق بالتحديد، يأخذ عسيري على التعريفات الغربية للإرهاب انزلاقها إلى نمط من الاصطدام المتزمّت، قصير النظر، على شيء كثير من المغالاة الايديولوجية، بالمنظمات والجماعات والأفراد الذين يديرون اللعبة الإرهابية في العالم. إنّ مواقف كهذه يغلب عليها التسرّع في اتخاذ القرار، والغضب، والاحتماء بالبطش العسكري والتكنولوجي، أمور من شأنها أن تعزّز الثقة لدى المنظمات الإرهابية بما تتذرع به من ايديولوجيا هي في الاساس من الشعارات المزيفة، الخاوية من أي مضمون يذكر. يتطرق الباحث، في كتابه الهام، إلى الكثرة الكثيرة من التعريفات التي ما انفكت تصدر عن السلطات الرسمية في الغرب الصناعي. وهو يشير إليها بالاسم والتاريخ والمصدر، على نحو يمكن من خلالها تتبع مقاربة هذه المسألة بالتزامن مع استفحال العمليات الإرهابية لإلحاق الحد الأقصى من إراقة الدماء في صفوف الأبرياء. يفنّد عسيري، على نحو من الصبر والهدوء والقراءة الموضوعية، كلاً من هذه التعريفات على قاعدة ما يتراءى له من مغالطات بعضها فادح للغاية وعميق الأثر في صبّ زيت العنف الرسمي على نار الإرهاب. قد تبدو هذه القراءة المتأنّية لمضمون هذه التعريفات السمة الأكثر أهمية وبروزاً في الكتاب. لماذا؟ لأنها، على الأرجح، تكشف، على نحو من التحليل الموضوعي، انّ في هذه المحاولات النظرية لفهم طبيعة هذه الظاهرة ما يمكن أن يشكل استجابة، لم تكن في الحسبان، لشبكات الإرهاب. ولا يحتمل هذا التأويل سوى دلالة واحدة فقط، هي انّ ما يمكن أن يُعتبر تطرفاً يفوق الوصف في ممارسة الإرهاب الدموي، يقابله في منظومة التعريفات المشار إليها، تطرف مبالغ فيه أحياناً في التعبير عن قسوة مفرطة في صوغ مواقف ايديولوجية محددة. ليس المقصود بهذا التحليل للتعريفات الواردة من المؤسسات السياسية ومراكز الأبحاث في الغرب الأميركي والأوروبي، التلكؤ في محاصرة الإرهاب والإطباق عليه أينما وُجد ونشأ وترعرع. بل انّ سياسة كهذه مهما بلغت من الشدة والإصرار على استئصال هذه الظاهرة أمر لا بد منه اليوم وغداً وفي نهاية المطاف. الإجهاز على هذه الشبكات ينبغي أن يتصدر قائمة الأولويات في المعارك الضارية التي تُخاض ضدّ المنظمات التي تمتهن القتل المجاني. ثمّة أخطاء فادحة تسلّلت إلى هذه التعريفات. من بين أكثرها خطورة وأضراراً بالعلاقات بين الشعوب والدول والمجتمعات أنّ بعض هذه التعريفات، وهو ليس قليلاً في مطلق الأحوال، أخذ ينحو باللائمة على الإسلام لاعتقاده بأنّه يحرّض على ممارسة الإرهاب ضدّ المجتمعات الغربية، بشكل أو بآخر. وفي هذا التوجه، على الأغلب، ما يستبطن موقفاً ايديولوجياً صارماً لا مبرر له ينتقص من قيمة الحقائق التاريخية والإنسانية والفكرية للمجتمعات التي تدين بالإسلام. ولعلّ في هذا التوجّه أيضاً ما يشير إلى أن الإسلام هو العصب الأساس والمحرّك الرئيسي الكامن وراء هذا الزحف المتنقّل للإرهاب الذي يعبر الحدود من دون استئذان كالهواء الأصفر. يناقش الكاتب هذه المسألة بحذر شديد، بتعقّل ينفذ من ظاهر المعنى إلى دلالاته الداخلية حيث تبدو الصورة أكثر وضوحاً لما قد تنطوي عليه من مقاصد تبعث على الريب والاستغراب والدهشة. مرد ذلك إلى التساؤل عن جدوى التقاطع المثير للجدل بين مكافحة الإرهاب، من جهة، وإقحام الإسلام في هذه الدائرة التي تفترض، في الأصل، استهداف الإرهاب، منظمات وأفراداً وجماعات وشبكات تتوزّعها هذه الأطراف الثلاثة. تتخطّى هذه التعريفات في ما يذهب إليه عسيري، الغاية التي وُضعت من أجلها، في حقيقة الأمر، وهي فكفكة البنية التحتية للإرهاب وحرمانه من الموارد المالية والبشرية وصولاً إلى قطع الطريق عليه للحؤول دون أن يتجوّل بحرّية أينما يشاء. فإذا بها، أو ببعضها الكثير على الأرجح، تستدرج عدداً من المفاهيم الدينية والعرقية والايديولوجية على نحو يحيل هذه التعريفات ضرباً مبهماً من المماحكات اللفظية التي لا تختلف كثيراً عن الألغاز والمقاربات الملتبسة. والنتيجة الأقرب إلى الفهم المتداول أنها باتت تستقوي على الإرهاب بانكفاء ايديولوجي ملحوظ وتعبئة أمنية مدجّجة بالاستنفار العسكري الشامل العابر للدول والقارات بالسرعة القصوى. سقطت هذه التعريفات في المحظور على الأغلب، لسبب رئيسي واحد على الأقل هو: أنّ التيقظ الأمني منقطع النظير مضافاً إليه تلك الترسانة الضخمة من التأهّب العسكري والمعدّات التقنية بالغة التعقيد، بدا وكأنه أحد الخيارات الحيوية المتعمّدة الجاهزة للاستخدام دفاعاً عن المواقف الايديولوجية المتزمّتة في الحرب الشاملة على الإرهاب. يلمح الكاتب إلى شيء كثير من هذا القبيل بما قد يوحي ان الإسلام والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وانّ الاستعجال بإسقاط أحدهما أو إنهاكه هو إسقاط للآخر وإنهاكه أيضاً.
سيل من التعريفات
والمستغرب، في هذا السياق الملبّد بالغيوم، أنّ سيلاً من التعريفات المماثلة لا يزال يتدفّق بغزارة في كل الاتجاهات. وهو الأمر الذي ينبئ، على الأرجح، بأنّ احتمال الانتقال إلى ضفة الصواب في هذه القضية لا يزال ضعيفاً صعب المنال والتحقق. يدخل الكاتب من باب هذه المفارقات وسواها الكثير من أجل أن يسلّط الضوء على أن أي مكافحة للإرهاب من هذه الزوايا الضيّقة قد لا تسفر بالضرورة عن نجاحات كبرى يجري الرهان عليها كثيراً هذه الايام. وتخصص لها موازنات مالية وموارد بشرية وتقنية تفوق الخيال أحياناً كثيرة. يفرد الباحث الحيّز الأوسع من كتابه ليفتح الباب واسعاً أمام استعادة هذه التعريفات التي بات عدد منها يتخذ شكل النظريات التي لا يرقى إليها الشك. علماً أنها منكشفة، بشكل أو بآخر، على متاهات غامضة في تعبيراتها اللغوية ومضامينها الفكرية والقانونية والفلسفية أيضاً. يوحي الكاتب، على نحو من التصريح المباشر أو البعيد بوجوب الإقدام على إعادة النظر، بشكل جذري إذا اقتضى الأمر لإعادة الأمور إلى نصابها، والأغلب للتصدّي لظاهرة الإرهاب كما ينبغي أن تكون عليه الأمور. وليس كما يقتضي الدفاع عن النزعات الايديولوجية التي تختبئ خلف الكلمات في بنية هذه التعريفات. ولعلّ هذا التوجّه الذي يثيره عسيري في الكتاب، هو أقرب إلى اعتماد «حالة طوارئ» من المراجعة النقدية الملحّة لهذه التعريفات والمصطلحات الكامنة فيها وقد تحوّلت أو تكاد مفاهيم آيلة إلى السقوط. إن لم تكن قد إنهارت فعلاً بعد أن خوت من معانيها. على هذا الأساس من القراءة التحليلية المعمّقة للكيفية التي يتناول الغرب الصناعي من خلالها تعريف الإرهاب، ينتقل عسيري في كتابه من محطة إلى أخرى أكثر استكشافاً للعقلية التي يبدو أنّها تضع يدها بالكامل على ما يُسمّى مكافحة الإرهاب. ثم يجري قراءة مسهبة، إذا جاز التعبير، في ملامح وتفاصيل وتقنيات تجارب مماثلة جرى اعتمادها في عدد من البلدان الإسلامية، من بينها اندونيسيا وافغانستان والباكستان والعراق وسواها. ويتطرّق إلى هذه الأمثلة بالتحديد على قاعدة من التقويم الأوّلي لهذه التجارب من حيث النجاح المحدود أو واسع النطاق في محاربة الإرهاب. وأيضاً من حيث الفشل المحدود الذي تحوّل انتكاسة خطيرة في لجم هذا الوحش القاتل أو القضاء عليه قضاءً مبرماً. ولعل الإفادة المتأتية من التبصّر العميق في هذه التجارب المتنوّعة، مضافاً إليها تلك المراجعة النقدية الشاملة للتعريفات ذات النزعة الغربية المحض في مكافحة الإرهاب، أفضت بالكاتب إلى مناقشة النموذج السعودي الذي تطبّقه المملكة على هذا الصعيد.
النموذج السعودي
يسعى عسيري في مقاربته المشروع السعودي إلى محاولة إيضاحه من الداخل. والمقصود بذلك، على الأغلب، المساحة الواسعة التي يتحرّك فيها هذا النموذج على نحو من الشفافية والموضوعية والاستيعاب لطبيعة العقل الذي يدير ماكينة الإرهاب الجهنمية. وهو يثير، في الوقت عينه، منظومة من الخطط والبرامج الأمنية والاستراتيجية لمداهمة الإرهاب في مهده وحمله على إشهار إفلاسه الايديولوجي المزعوم وصولاً إلى محاصرته وإقفال المنافذ والطرق الخلفية التي يسلكها في العادة لإلحاق الأذى وإحلال الموت. ويميل إلى اعتبار هذا المشروع ضرباً من «الاستراتيجية الجوهرية ثلاثية الشُعب لمكافحة الإرهاب». وهي تشتمل على الوقاية والعلاج والرعاية بمعنى (الوقاية وإعادة التأهيل والنقاهة). وهي تستهدف، وفقاً للكاتب، مد يد العون وتعزيز الجهود الساعية إلى جعل المجتمع يدرك مبكراً خطورة الأفكار المتطرّفة. وتتضمن الاستراتيجية المذكورة تشجيعاً عميقاً للمنحى الوسطي والتفكير المعتدل وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وحث رجال الدين على القيام بنشر الكتب والمؤلفات التي تأخذ على عاتقها ترويج الاعتدال، ومراجعة المناهج التدريسية وإلغاء التعارض الوهمي بين الهوية الإسلامية والهوية الوطنية. هذه هي العناوين العريضة التي تنطوي عليها هذه الاستراتيجية في منحاها الفكري والسياسي والأخلاقي العام. وقد تولّى الكاتب شرحها بالتفصيل نظراً إلى تشعّب تفاصيلها وكثرة دلالاتها على هذا الصعيد.
يبدو النموذج السعودي في مكافحة الإرهاب مثالاً تمكن محاكاته في بلدان ومناطق أخرى عرضة لبطش الإرهاب. يشير عسيري إلى هذه القضية على نحو من التحديد، باعتبار ان التجربة التي تشرف عليها المملكة، في هذا الخصوص، منفتحة في العمق على تطوير أدواتها والارتقاء بتقنياتها وبرامجها واستراتيجياتها على نحو مستمر. وهو يدعو فعلاً إلى الأخذ بها في أعقاب التعثر الخطير الذي طرأ على تجارب أخرى سقطت في منتصف الطريق، ولم تثبت انّ في حوزتها نوعاً من الإحاطة الشاملة التي تفترضها مقاومة الإرهاب بشكل استباقي أو في الأمد الطويل. ومع ذلك، فإنّ من ميزات هذا الكتاب أنّ صاحبه لا يقفل على المفاهيم أو الاستنتاجات التي يتوصل إليها أو يناقشها بذهنية تُعنى بجوهر الأمور وتنأى عن التفاصيل. لا يبدو أنّه يفعل ذلك أو يزمع على ذلك. بدليل أنّ مكوّنات الإرهاب وخيوطه والقيّمين عليه في حالة من التغيّر والتبدّل الدائمَين. غالباً ما يتحوّلون هم أنفسهم بتحوّل الظروف السياسية والايديولوجية والدينية كذلك. والأرجح أن تعقبهم ومحاصرتهم أمران ينبغي لهما أن يكونا من نسيج هذا التحوّل الجهنمي الذي يُقدمون عليه كلما دعت حاجاتهم الإرهابية إلى ذلك. يطرح الكتاب هذه القضية من زاوية ما ينبغي أن يكون عليه التطوّر الدائم في مكافحة الإرهاب، وليس بناء على ما تم إنجازه واختباره واعتماده بشكل قاطع.
3608 | 341,773/500 | المكتبة الرئيسية | Available |
3609 | 341,773/500 | المكتبة الرئيسية | Available |
3610 | 341,773/500 | المكتبة الرئيسية | Available |
3607 | 341,773/500 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available