كتاب
التحديث في اليابان و أثره في تطور الفكر السياسي
محتويات الدراسة ومحاورهام:
الفصل الأول: تطور تجربة التحديث السياسي في اليابان.
مرحلة الإصلاح السياسي (1868-1912), الأوضاع السياسية قبل ثورة الميجي, ثورة الميجي وأثرها في عملية الإصلاح.
مرحلة الاندماج القومي(1913-1945), تطور النظام البرلماني والحزبي, الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, سيطرة العسكريين على الحياة السياسية.
الفصل الثاني:عوامل التحديث السياسي المعاصر في اليابان.
عوامل التحديث الخارجية, الاحتلال العسكري الأمريكي, الدستور, التكنولوجيا.
عوامل التحديث الداخلية, العامل السياسي, العامل الاقتصادي, العامل الاجتماعي.
الفصل الثالث: أثر التحديث في تطور الفكر السياسي.
خصائص الفكر السياسي, رؤية المجتمع الياباني للسلطة, رؤية المجتمع الياباني للدستور.
مأسسة النظام السياسي الياباني, الإمبراطور, البرلمان, الحكومة, الأحزاب, النقابات, السياستان الداخلية والخارجية.
الفصل الرابع: الدروس المستفادة من التجربة اليابانية.
مقارنة ما بين التجربة اليابانية والتجربة العربية في التحديث.
ما تقدمه التجربة اليابانية للعرب من دروس, مدى معرفة العرب باليابان, الموقف العربي من التجربة اليابانية, أهم الدروس المستفادة من التجربة اليابانية.
الخاتمة.
المصادر والمراجع
تفصيل المصادر والمراجع: العربية 45, الرسائل الجامعية 6، البحوث والمقالات 51، المجلات 2، مصادر أخرى 2.
المصادر والمراجع الأجنبية:
A. References 41, B. Researhes and Journals 4, C. Other Sources 1.
الخاتمة:
من خلال ما تقدم يظهر لنا بوضوح أن نموذج اليابان في التحديث يقدم لنا خبرة فريدة من نوعها، آذ تميز هذا النموذج منذ بدايته بعناصر خاصة به كفلت له النجاح و الاستمرار مع محافظته على القيم والتقاليد اليابانية، ومن أهم هذه العناصر، هي عزلة جغرافية لفترة طويلة من الزمن منحتها نوعاً من الاستقلال السياسي، وقيادة وطنية وعدت متطلبات التحدي منذ وقت مبكر، ووحدة المجتمع القومي والحضارية التي هيأت الإطار الاجتماعي لعملية التحديث، وإتباع اليابان سياسة خارجية ذات فاعلية استطاعت من خلالها انجاز عملية التحديث، كان نجاح تجربة التحديث نتيجة لهذه العناصر بعد أن شهد المجتمع الياباني سلسلة من التحولات السياسية الاقتصادية الاجتماعية بان أثره في تطور وازدهار الفكر السياسي الياباني ولا سيما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, فعلى الرغم من أن التجربة اليابانية هي أساساً تجربة علمية وواقعية طغت على المحاولات الفكرية التي ارتبطت بها منذ البداية فأن القادة السياسيين سواء على المستوى القومي أو على المستوى المحلي لعبوا دوراً بارزاً في هذه التجربة. فبعضهم دافع بشدة عن التحديث وبعضهم تمسك بالتراث وأغلبهم أيد التوفيق بين التقليدية والحداثة. وقد احتل الاتجاه الأخير أهمية كبرى في الفكر الياباني منذ البداية وحتى اليوم.
ففي فترتي توكوجاوا والميجي شكل المفكرون والسياسيون في اليابان جماعة واحدة متكاملة انبثقت منها أيضاً البيروقراطية, إلا أن مسيرة التطور وما واكبها من إنشاء الجامعات والمعاهد طرحت أعداد متزايدة من الخريجين بصورة طغت على جماعة المفكرين القديمة وأحدثت تمايزاً أكثر بين السياسيين والى جانبهم البيروقراطيين وبين المفكرين والكتاب, الأمر الذي أوجد نوعاً من التوازن بين القوى المحافظة والقوى المناوئة والتي استهدفت إحداث تغيرات جذرية في المؤسسات والقيم وفي علاقات القوى في النظام السياسي والاجتماعي.
هذا الأمر أدى إلى توتر العلاقة بين المفكرين والسياسيين, وتبنى كل جانب اتجاهات عدائية متبادلة اتجاه الأخر وصل قمته في فترة الثلاثينات من القرن المنصرم, على وجه الخصوص. وهكذا أخفق الفكر الياباني طيلة الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية في إثراء الحياة اليابانية, فجماعة السياسيين تمتعت بالسلطة وما يرتبط بها من مزايا لكن ظل مستواهم الثقافي منخفضاً. أما المفكرون فقد تطورت بينهم كراهية عميقة للسلطة ومشاعر بالفتور واللامبالاة, الأمر الذي منعهم من المشاركة في الحياة السياسية وفي الأنشطة العامة, وأصبح دورهم محدداً للغاية في تعليم وتنوير العامة في الحدود التي يرسمها الساسة اليابانيون.
إلا أن التغيرات التي شهدتها اليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, وزيادة اتصال المفكرين اليابانيين بالعالم الخارجي, كان لها أثرها الكبير في تغيير وتطوير نمط تفكير هؤلاء المفكرين ونظرتهم إلى إمكانية التغيير السياسي. فقد ظهرت بعد هذه الحرب أوضاع خلقت مناخاً ملائماً لتقبل هذا التغير والمتمثلة بازدياد ظاهرة التحضير وانتشار التعليم الحديث والتصنيع والاتجاه نحو الأفكار والمفاهيم الحديثة، كالمساواة وتحرير المرأة والعلمانية والمشاركة السياسية.
وبذلك أخذ الفكر الياباني يشهد مرحلة جديدة من الازدهار والتطوير سواء أكان ذلك في الجانب الليبرالي أم الاشتراكي, وكذلك الآراء التي تنادي بأحياء التقليدية بالصور التي تكفل استمرارية وبقاء ما يجعل اليابانيين يحتفظون بخصائصهم المميزة وتحمي في الوقت ذاته المجتمع من استئصال كل ما هو ياباني تحت تأثير التغيرات التي شملت المجتمع بكافة مستوياته. كما سيطر في الوقت ذاته الاتجاه التوفيقي, سواء على مستوى الفكر أو على صعيد الممارسة العلمية, مع اختلاف درجة استمرارية وكثافة هذه السيطرة. وقد انعكس ذلك على الاتجاهات والأفكار السائدة, وعلى المؤسسات والجماعات ونماذج السلوك في المجتمع الياباني على حد سواء.
ورغم أن قطاعات عريضة من المجتمع الياباني كانت لا تزال فاترة ولا مبالية اتجاه هذه التغيرات السياسية والاجتماعية القائمة, فأن عملية قلق واهتياج ظلت مستمرة في الوجدان, وتدريجياً أصبح الياباني يدرك أكثر فأكثر السياسة على أنها تتضمن درجة التأثير والنفوذ والضبط والرقابة الشرعية, ومن ثم تبين له أن التغيير السياسي هو شيء ممكن بل هدف طبيعي في الحياة.
وهكذا فقد كان – ولا يزال – للتحديث أثره الكبير في اجتياز المجتمع الياباني عملية تحول وتغير في وجدانه وتفكيره, ولم يعد الياباني ينظر إلى الوضع السياسي القائم على أنه جزء من طبيعة الأشياء. والقادة السياسيون يدركون أن اتجاهات ديناميكية متغيرة تتزايد في المجتمع, وكان حصيلة ذلك أن تطور الفكر السياسي الياباني وتحول طابعه الميتافيزيقي والروحية المفرطة إلى الطابع المادي والتطورية العلمية, بفضل امتلاك المفكرين الثقافة الواسعة, الأمر الذي وسع من بدائل الاختيار بينهم ومنحهم نظرة جديدة للعالم ولأمتهم ولأنفسهم.
5578 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
5577 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
5575 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
5576 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
2092 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
2091 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
2099 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
2089 | 320/163 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available