كتاب
إمرأة بين حضارتين
المرأة بين حضارتين" (٢) .. يقول الدكتور إبراهيم أبو محمد فى مقدمة كتابه:
" دُعيتُ من قِبَلِ البرلمان الأسترالي لإلقاء سلسلة من المحاضرات عن الإسلام للأعضاء فى قاعة البرلمان ، وكان ضمنها محاضرة بعنوان " الأسرة المسلمة فى مجتمع متعدّد الثقافات" .. وكان ذلك مساء الثلاثاء ١٧ أكتوير سنة ٢٠٠٢م وبعد عرض بسيط لطبيعة تكوين الأسرة من منظور إسلامي ، وحديث عن بعض حقوق المرأة ، ومنها: حقها السياسي فى المشاركة السياسية والمعارضة ، وحقها فى ممارسة النقد كوسيلة لتصحيح الخطأ ، وغير ذلك من الأمور المعروفة لدينا نحن المسلمين.
وما أن انتهيت من المحاضرة حتى انهالت الأسئلة –فى استغراب وتعجُّب- من حجم الاهتمام والرعاية التى حَظيَت بها المرأة فى الإسلام ؛ وكأنهم لم يسمعوا -من قبل- عن نموذج للمرأة المسلمة إلا عند "طالبان" ، ولم يعرفوا عنها إلا تلك المهانة التى صوّرتها قناة تلفزيونية معيّنة فى عملية ختان بشعة ، كانت -فى الأصل والأساس- معدة ومُلَفَّقة لإحْداث هذا الأثر المقزٍّز..!
إنهالت الأسئلة من الحاضرين .. وكان بعضها يحمل –من غرابته- طابعًا مضحكا ، مما ينبِّئ عن سوء فهم كبير لدى الكثيرين لقيمة المرأة فى الرُّؤية الإسلامية ، ووقوعهم ضحايا لمصانع الكذب ، تلك التى لم تجد غير نموذجٍ واحد ، مرفوضٍ ومردودٍ ، تطرحة وتكرِّره -بين الحين والحين- كنموذج لمأساة المرأة فى الإسلام كما يزعمون.."
** وللعلم: موضوع ختان الطفلة الذى صوّرته إحدى القنوات التلفازية الأجنبية كان باتفاق بين والد الفتاة وبين مخرج البرنامج ، وإدارة القناة ، نظير مبلغ من المال ! وقد تبين من تحقيقات النيابة أن الموضوع ملفَّق ، ليكون دعاية قذرة تشوِّه صورة المرأة المسلمة فى المجتمعات الإسلامية.
هذا الكتاب الصغير الذى لا تزيد صفحاته عن ١٦٠ صفحة من القطع الصغير ، يحتوى على كنز من الأفكار تستحق التأمل فيها بأناة وتمعّن ، لأنها تعرض الصورة الحقيقية لوضع المرأة فى الإسلام بلا مبالغة ولا تحيّز ، مقارنةً بوضعها الحقيقي فى الحضارة الغربية المعاصرة بلا رتوش ولا تهويل ، وقد نزع عنها المؤلف الهالات الزائفة ، وكشف عن الفلسفات المتناقضة والدوافع الكامنة وراء الدعوة إلى حرية المرأة وفكرة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة ، التى تجاهلت أنوثتها و انحطت بإنسانيتها إلى أوضاع مزرية فى الواقع العملي ..
يحتوى الكتاب على عدد من الفصول يناقش فيها موضوعات على جانب كبير من الأهمية منها: الأنوثة والإنسانية ، وتعارض المساواة المزعومة بالعدل المنشود حيث يقتضى العدل مراعاة أنوثة المرأة ، واحتياجاتها الفطرية الحقيقية التى تطمسها الممارسات الغربية تحت شعار المساواة المطلقة ، التى نسفت حق المرأة فى الزواج و الأسرة والأمومة ..
يناقش المؤلف الشبهات المثارة -بغير وجه حق- حول قضايا خمسة تخضع للغط كثير وسوء فهم خطير من جانب المفكرين الغربيين وبعض المتنطعين المنتسبين إلى الفكر الإسلامي .. وهي: ١- قضية القوامة ٢- وقضية الميراث ٣- قضية الذكورة والأنوثة بين الخلط والتدليس ٤- وقضية شهادة المرأة ..
يناقش المؤلف هذه القضايا بجرأة العالم المتمكّن ، والفقيه موسوعيّ المعرفة ، ويتطرق خلال ذلك إلى قضايا ذات صلة وثيقة بموضوعات المناقشة .. فيبَدِّدُ الغيوم المصطنعة حول فكرة النقص والكمال عند المرأة .. والاستقلال المالي والاقتصادي للمرأة .. إلى جانب حشد من الأفكار الشائعة عن قصور المرأة ، والحجج الواهية التى تُساق للانتقاص من حقوقها الشرعية .
من أبدع ما قرأت فى كلام الدكتور إبراهيم مُدعّما بالأدلة من القرآن والسنة قوله: " إن كل ما يُثار حول قضية ميراث المرأة ما هو إلا وهم اختلقه قوم آخرون ، وطاروا به ظُلْمًا وزورًا ..! فالذكورة والأنوثة لا دخل لها فى توزيع الميراث .. وإنما العبرة بموقع الوارث وقربه من الميِّت ، بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة " ويضيف:
"وسنرى فيما يُطرح من أمثلة ونماذج كيف أن نصيب الأنثى فى عدد من الحالات مثل نصيب الذكر سواءً بسواء..! .. وفى حالات أخرى أن نصيب الأنثى قد زاد عن نصيب الذكر ... ومن ناحية أخرى فإن الأعباء المرتبطة بالوارث والواجبات الملقاة على عاتقه ، وعدد الورثة ، كل هذه العوامل تدخل فى تحديد أنصبة الورثة .. وليست الذكورة أو الأنوثة".
ويقول: " لقد جعل الجُهَّال من قول الله تعالى : "للذكرِ مثل حظّ الأنثيين" قاعدة مطّردة نافذة فى حال كل رجل وامرأة يلتقيان على قسمة ميراث ، بل ربما جعلوا من هذا الجزء من آية فى كتاب الله تعالى- ساحة تفكُّهٍ وتنَدُّرٍ ، فيما تقرره الشريعة الإسلامية
حسب وهمهم ؛ من أن الرجل يفوز دائما بضعف ما تفوز به المرأة ، من حقوق...!
729 | 305,435/137 | المكتبة الرئيسية | Available |
730 | 305,435/137 | المكتبة الرئيسية | Available |
731 | 305,435/137 | المكتبة الرئيسية | Available |
732 | 305,435/137 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available