كتاب
المرأة و العولمة
كتاب المرأة والعولمة لكريستا فيشتريش ليس كتاباً عن النساء فحسب، بل هو كتاب يرصد التطور الاقتصادي الذي يجري اليوم في العالم، من واشنطن الى بنغالور، ومن القاهرة الى برلين، ويرسم ملامح المستقبل الذي لا يبدو مشرقاً لملايين البشر، لا تقدم المؤلفة نظرية قد نقبلها، أو نرفضها ولكن كمية من المعلومات تجعل الرؤية واضحة، انها ترصد حركة رأس المال، والعمالة التي اصبحت سريعة التنقل، وتلقي الضوء على توزيع الثروات التي تتركز بالدرجة الاولى في ارصدة اتحادات الشركات متعددة الجنسيات.
ترينا كيف تضيق سلطة السياسة، امام رأس المال في جميع بلدان العالم، سواء حكمتها نظم دكتاتورية، او ديمقراطية، وتجعل اسئلة مثل هذه ملزمة، الى اين يسير العالم؟، ما هو مستقبل الديمقراطية؟ أي شكل ستتخذه المجتمعات في المرحلة المقبلة؟، تلك سطور دونت على غلاف الكتاب.
كتب في مقدمة الكتاب وهو من ترجمة سالمة صالح ضمن منشورات الجمل “يجري الحديث كثيرا عن العولمة ولكن ليس عن النساء، عنوان العمل الانموذجي عن العولمة لفيليب انغلهارد “لاهوم” يري كيف يجري مجدداً، بتجاهل محايد تعريف الانسان كرجل، غير ان العولمة لا تؤثر بنحو محايد، انها تسحب النساء في قوة امتصاصها بصورة مختلفة عن الرجال، فقد اسندت اليهما في توسع السوق العالمية الذي يحيط بكوكبنا، وانتصار التجارة الحرة، مهمات وادوار مرتبطة بجنسيهما، انه الوقت المناسب لوصف قوة تأثير التطور العالمي على عوالم الحياة والعمل للنساء بنحو منظم، وتحليل الملامح المستقبلية التي ترتسم من خلال ديناميكية العولمة الحالية بالنسبة لهن.
تحدثت المؤلفة عن سوزان جوكس ومتخصصات آخريات في علم الاقتصاد واكدت على انه ما من مجموعة ربحت بوضوح من التجارة العالمية، والانتاج للتصدير مثل النساء الشابات، حيث تقدم اللبرلة الاقتصادية للنساء فرصاً جيدة ليتحررن اقتصادياً، ويصبحن مستقلات، انهن الرابح الاول من العولمة، وقد استخلصت الأمم المتحدة في مؤتمرها العالمي الرابع للنساء والذي اقيم في بكين عام 1995 ان السوق والقرارات المطابقة رفعت النساء سواء في الاقتصاد العالمي، او الاقتصادات الوطنية.
في الكتاب اشارة لما افادت به منظمة العمل العالمية حيث اعلنت انه في كينيا وزامبيا تجري ادارة ثلاثة ارباع المزارع الصغيرة من قبل النساء، اما الرجال فهم في احسن الاحوال مزارعون بأوقات عمل جزئي، او مزارعون موسميون، ويسمى هذا الاتجاه “تأنيث الزراعة الفلاحية الصغيرة”، بهذا جرى تقسيم العمل السابق بين الجنسين، الرجال لزراعة الفاكهة والنساء للمواد الغذائية، وتنجز النساء اليوم القسم الرئيس من العمل في حقول الرجال، ويوزعن في حقولهن الخاصة ثمارا للسوق، كذلك من محصول البن وعباد الشمس وحشيشة الخطاف، وقد اصبح من اختصاصهن الاعتناء بالماشية الصغيرة التي صارت تربى مؤخرًا في الحظائر.
حصلت المنظمات النسوية الوطنية والعالمية في السنوات العشر الماضية على زخم مهم من خطاب حقوق الانسان، وليد النهضة الاوروبية وهو نواة حقوق الانسان، مفهوم عام ويصلح كاطار للسياسة ذات التوجه العالمي، انه ينفذ اعمام القواعد في عالم معولم.
في آخر جزء من الكتاب اختارت المؤلفة ان يكون الباب خاصاً بـ”المرأة والعولمة” حيث ذكرت فيه “في ظروف القلق العام الكبير، تحقق النساء ضمانات صغيرة خاصة في المجال الاجتماعي، ولكن ايضاً في تدبير الحياة اليومية، والتغذية في البيئة، والثقافة، وسياسة المجتمع المدني، انهن يحققن من خلال استراتيجيات العمل المرنة، والمتعددة، ويوفقن غالباً في تقريب متدرب عليه للمتناقضات بين العمل المأجور، وغير المأجور، بين المجال الخاص، والحياة العامة، من خلال العمل الجماعي.
اخيرا كتبت المؤلفة ان على النساء ان يتابعن الكفاح من اجل العدالة الاجتماعية، والضمان القانوني، وسلطة القرار، والصياغة في الحركة النسوية للمستقبل ايضا، سيجادل البعض من اجل المساواة، والحقوق في اطار النظام العالمي القائم، بينما تطور الأخريات استراتيجيات مضادة كبدائل انثوية للنظام فالاستراتيجيات المزدوجة من الداخل، ومن الخارج، من فوق، ومن تحت، على الصعيد المحلي، والعالمي، من الخطوات الصغيرة، والاحلام الكبيرة، ضرورية لاكتساب قوة اجتماعية مدنية ليس فقط مع السلطة، وانما ضد السلطة في طاحونة العولمة الليبرالية الجديدة.
1024 | 305,4/131 | المكتبة الرئيسية | Available |
1023 | 305,4/131 | المكتبة الرئيسية | Available |
1021 | 305,4/131 | المكتبة الرئيسية | Available |
1022 | 305,4/131 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available