كتاب
إعادة تنظيم العالم
إن هذا الكتاب لا يرمي أن يكون عملاً في علم الاجتماع، بل أن يكون تفسيراً لتطور السياسة الكونية بعد الحرب الباردة. كما يطمح إلى أن يقدم إطار عمل أو نموذجاً لرؤية السياسة العالمية، يتصف بالقيمة عند الدارسين والإفادة لصانعي السياسة. والحكم عليه بأنه ذو قيمة أو هدف أو فائدة، لن يكون باعتباره يفسر أو يحلل جميع ما يحدث في السياسة الكونية، إذ من الواضح أنه لا يفعل شيئاً من ذلك. والحكم عليه يجب أن يكون في إطار ما إذا كان يقدم عدسة أكثر قيمة وفائدة من أي نموذج آخر، نرى من خلالها التطورات الدولية، مع الإشارة إلى أن أي نموذج لا يمكن أن يكون صالحاً إلى الأبد. وكلام هنتنجتون هذا -في رأينا- هو الذي يجب أن تبنى عليه أي دراسة تتناول كتابه، لمعرفة ما الذي أنجزه هذا المفكر حقاً، ولا سيما على المستويات الحضاري على حد تعبيره. فهنتنجتون الباحث السياسي المختص يخبرنا أنه يدرك تماماً أنه لا يأتي بأطروحة تحليلية أو تفسيرية غير مسبوق إليها، مما يمكن اعتباره نظرية في السوسيولوجيا الأنتثروبولوجيا أو غيرهما مما يعرفه المختصون، لدى حديثه عن الحضارات القائمة أو الراهنة في العالم، ويقدم بين أيدينا دليل عمل محدداً للبحث، وهي مسألة منهجية يجب أن تحظى باحترام خاص.
11397 | 300,6/3 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available