كتاب
السرد العجائبي في الرواية الخليجية
رأت الباحثة البحرينية، مي السادة أن ظهور الأدب العجائبي في الساحة الأدبية العالمية كان ردة فعل واضحة لما يحدث في تلك الساحة، ما استدعى وقفة متأنية لكيفية ظهور الأدب العجائبي في الغرب والظروف المحيطة بظهوره.
وتسلط الباحثة الضوء على هذا الموضوع في كتابها “السرد العجائبي في الرواية الخليجية”، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر”، وهو عبارة عن دراسات أدبيّة قدّمتها السّادة كأطروحة ماجستير في جامعة البحرين، حاولت استقصاء ما إذا كانت العجائبيّة نزعة جديدة في الأدب الرّوائيّ أم إحياءً لفنّ قديم، خصوصًا أنّ هذا الجنس الأدبيّ قد بدا مؤخّرًا بصورة لافتة في الرّواية الخليجيّة.
وتعتقد السادة أن ظهور الأدب العجائبي في الوقت الحاضر “انعكاسا للواقع المعاش، المتسم بالفوضى، والتمزق، والشتات، الفوضى التي تسبب إحساسا بالغربة والاستنكار، فيطرح العجائبي نفسه كمقوض للمنظمات لا بان لها، من خلال إشارة الطاقات الكامنة للمبدع ليتجاوز كل ما هو مألوف وسائد، عن طريق البحث عن نظام آخر أو عالم آخر، حينها لا تكون علاقة المبدع بمجتمعه علاقة صالح، فهو في حالة ما لعراء والتأزم مع هذا المجتمع، لذلك يسعى إلى تغييره ومحاولة تكسير كل ما هو ثابت ومألوف فيه”.
واعتبرت الباحثة أن الروائي عندما يوظف العجائبية في عمله فهو يوظفه عن قصدية وعمد، بغية التشديد وتأكيد فوضوية عالمه المعاش، ورغبته الشديدة في تحطيم هذا العالم، وهذا الواقع الذي لولاه لما كان هناك رغبة وسعي إلى خالق عالم آخر، مبينة أن البذور الأولى لتكوين الأدب العجائبي تعود إلى الموروث العربي، فكانت ظروف ولادة العجيب العربي، فالروائي العربي يتجاوز أنساق العجائبية الموجودة في نصوص التراث ليشكل أعمالا عجائبية جديدة، يتمرد فيها على واقعه المرير، ساخطا على الفساد، والظلم والتفسخ والانحلال، فاغلب الأعمال الرواية العربية جاءت لهذا الغرض على اختلاف الأقنعة والمسميات.
ورأت السادة أنه إذا كان الأدب العجائبي وسيلة، وتقنية فنية، يحاول المبدع من خلالها ان يتمرد على الواقع والمعقول، فمن البدهي أن تكون هذا الظاهرة موجودة منذ القدم، وتم إحياؤها من جديد، فالتمرد سمة طبيعية في البشر، وإن اختلفت طرق التعبير عنها، لذلك تظل هذه الظاهرة تستدعي إجراء دراسات تهتم بها، وتنقب في محتوياتها وفحواها.
وبينت الباحثة أن الدافع لاختيار هذا الموضوع هو ظهوره على الساحة الأدبية بشكل لافت للنظر، في الثمانينات من القرن الماضي وحقق حضورا مثيرا، في الأعمال الروائية التي ظهرت في أمريكا اللاتينية، وكيف لجأ الكاتب إلى العجيب في تكوين النص الروائي عبر آلية السرد غير المتوقعة.
وخلصت السادة إلى أن الهدف من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على خصوصية الملامح العجائيبة وأهداف توظيفها في النص الروائي الخليجي بالأخص، عن طريق التمهيد النظري أولا، الذي تناول إشكالية المصطلح العجائبي في الأدب الغربي والأدب العربي.
جاء الكتاب في ثلاثة فصول، الأول بعنوان “الخطاب العجائبي”، ويتكون من ثلاثة مباحث يتحدث الأول عن إشكالية الخطاب العجائبي، ويضم إشكالية المصطلح وخصوصيته، بينما يتناول المبحث الثاني الوظيفة بين المنحي الاجتماعي والعجائبي ووظيفة السرد العجائبي، ووظيفة العوالم الممكنة، ويبين المبحث الثالث موضوعات الأدب العجائبي، الأنا- الغريب في المجتمع، الآخر- المرفوض في المجتمع.
يتناول الفصل الثاني “الاتجاه العجائبي”، وهو مكون من مبحثين الأول يتحدث عن كرامة الأولياء، في رواية “السوافح، ماء النعيم”، وزيارة القبور “قبر حبي انموذجا”، والسحر والشعوذة في “حفلة الموت”، بينما يتناول الثاني السرد اللامعقول، الحكايات الشعبية، الخرافة، الأسطورة.
أما الفصل الثالث والأخير “مستوى العجائبي”، فجاء في مبحثين الأول يتحدث عن الغريب المحض، إمكانية الحدوث، وردة فعل المتلقي، فيما يتحدث المبحث الثاني عن العجيب الغريب، الواقع فوق الطبيعي أو غير المألوف، العجيب العجائبي.
39910 | المكتبة الرئيسية | Available | |
39912 | 813/2273 | المكتبة الرئيسية | Available |
39911 | 813/2273 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available