كتاب
قراءة جمالية وتارخية في التطور في الفنون الجزء الثالث
كتاب ((قراءة جمالية في التطور في الفنون / الجزء الثالث)) لمؤلفته الأستاذ الدكتورة صفا لطفي،نقرأ فيه الفنون وتاريخها قراءة جمالية وتاريخية من خلال تتبع التطور الحاصل فيها،وتتحدث المؤلفة في الجزء الثالث من هذه السلسلة قائلة : إن مانعنيه بكلمة (حديث) فيما يتعلق بالفن لا ينطبق على مدلول هذه الصفة كما تعرفها القواميس،وإنما يمتد تارة فيشمل أعمالا ترجع إلى أقدم العصور،كما يضيق تارة أخرى فيستبعد أعمال بعض الفنانين المعاصرين الذين يرسمون لوحات كان يمكن أن يعجب بها أجدادهم من عشرات السنين.ويمكن القول : انه قبل ستين عقدا ، لم يكن من يتذوق أعمال سيزان أو فان كوخ أو غوغان أو سيرا أولئك الذين يعدون بلا نزاع عمالقة الفن الحديث ، فالشائع في ميدان الفن أن يقابل الجديد في أول الأمر بالاستغراب والنفور ، ثم يمضي جيل ويأتي جيل آخر فيأخذ في تقبل هذا الجديد واستحسانه.والآن فان الفنان الحديث ينظر إلى العالم كما لو كان شيئا لم ير من قبل ، وكأنه هو أول من وقعت عيناه على معالم الكون . فهو ينظر إلى هذه الشجرة أو هذا الوجه أو ذلك المشهد الطبيعي ، ويمعن النظر ، وكأنه يتأمله لأول وهلة ، وذلك ليحس بوقعه الحقيقي في نفسه ،دون تأثر بمعارفه السابقة أو بما رآه من قبل من صور فنية أو فوتوغرافية.وهذا النوع من (الرؤية) بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، هو الذي يميز الفنان الحديث عن الفنان التقليدي أو الأكاديمي .وليس جميع الفنانين المعاصرين حديثين ، فالكثير منهم يقلدون أنماطا وطرزا فنية قديمة ,دون أن يكون فيها أي حداثة.في حين نرى بعض الفنانين المحدثين يتناولون الأنماط القديمة،فيصوغونها صياغة جديدة،وفقا لأسلوب العصر ، أو لما تمليه عليهم مشاعرهم الفردية . وهو ما حدث مع ماتيس،حين استوحى من الفن الشرقي والإسلامي الشيء الكثير .ثم لوحة (ذات الرداء الأبيض) لبيكاسو والتي يقلد فيها الأسلوب الإغريقي القديم ، ولكن يستحيل علينا أن نخلط بين هذه اللوحة والأعمال الفنية الإغريقية القديمة ، بالرغم مما بينهما من تشابه ، وذلك لأن بيكاسو قد وسم اللوحة بطابعه الفني الخاص في كل خط منها وفي كل لمسة من لمسات فرشاته .
53620 | 760/372 | المكتبة الرئيسية | Available |
53619 | 760/372 | المكتبة الرئيسية | Available |
No other version available